ولكن لأيام الشباب شئون
بلاغة طالب
بين يدي الآن ورقة صغيرة بالية، سأمزقها بعد لحظة، ولو تركتها بلا تمزيق لما ضمنت لها البقاء؛ لأنها من طالب يائس، أفاض عليها من روحه الضعف والذبول.
سقط ذلك الطالب في امتحان البكالوريا فخر صريع اليأس والقنوط ثم كتب في تلك الورقة هذه الكلمة:
يا.
كفنت قلبي بالبكالوريا، ودفنتهما في قبر الخيبة: ولن يعيش جسد بغير قلب. (...)
هكذا يكتب الطلبة، وهكذا يفكرون، ولا ندري من المسئول عن ضعف هذه النفوس؟! فقد أعددناها لتربية الأمة، فإذا هي لا تصلح لغير الرثاء.
قد لا يلام الطلبة؛ لأنهم لم يجدوا حولهم غير التكالب على الوظائف، ولا سبيل إلى السبق في هذا الميدان غير نيل الشهادات الثانوية والعالية، فمن الحق عليهم إن سقطوا في الامتحان أن يعملوا بقول الشاعر:
والأسى واجب على الحر إما
نية حرة وإما رياء
Halaman tidak diketahui