تصير رجوما لا تنهنه بالزجر •••
أبى الله أن نفنى وفينا بقية
يعز عليها أن نصفد بالأسر
فكيف يسام الخسف شعب معزز
له ما لأهل الغرب إن هب من أزر
فكفوا بني التاميز عن نهب أنفس
تحاول أن تحيى مع الأنجم الزهر
أصول الأخلاق
اختلف الناس في «الفكرة» التي ترجع إليها أصول الأخلاق؛ فمن زاعم أنها فكرة روحية، ومن قائل إنها فكرة مادية. فأصحاب الرأي الأول يرون أن الصدق والوفاء والإخلاص والكرم والتسامح والرفق، وسائر الفضائل؛ كلها ترجع إلى «فكرة واحدة» هي سرور النفس، وراحة الضمير، من عمل الجميل. وأصحاب الرأي الثاني يؤكدون أن الصدق ليس بفضيلة إلا لما فيه من المنفعة المادية، والكذب ليس برذيلة إلا لما فيه من المضرة الحسية، فالفضائل والرذائل عند هؤلاء تقدر بما يعقبها من الآثار الجميلة، أو العواقب الوخيمة.
وكما اختلفوا في الباعث اختلفوا في الجزاء، فمنهم من يزعم أن مثوبة الفضائل كعقوبة الرذائل معنوية، ومنهم من يرى أنها مادية. وأذكر أني قرأت في بعض تفاسير القرآن تأويلا لنعيم الجنة بأنه لن يكون نعيما حسيا - كما ينص القرآن - بل سيكون نوعا من التكبير والتسبيح والتهليل.
Halaman tidak diketahui