إن هذا النادي المختلط مما يقضي به التطور الحديث.
الأب :
أوكلما جن الأجانب في اللهو والفسوق فصار أحدهم «كالطور» لا يميز بين الضار والنافع جاريتموهم أنتم في هذا «التطور»؟
الابن :
لا تكن يا أبت أضحوكة الضاحك وسخرية الساخر، ها أنا ذا أشرح لك معنى التطور في كلمة وجيزة، كان الناس - فيما سلف - لا يتحولون عما فطروا عليه ولا يخالفون عن أمر الدين والأخلاق، وهذا هو طور الجمود، ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات، ولهم مع ذلك آمال عظام كالتفوق على الغربيين في الألعاب الرياضية.
وهذا بالطبع مما يقربنا من الاستقلال، فأنا لا أشك في أنك سمعت أن الأجانب يرموننا بالجمود، والتعصب، ولا سبب لذلك غير الوقوف عند حد الشرع وعدم النزول في ميدان الحياة التي تتطلب شيئا من الوقار وأشياء من المجون، وهذا ضروري في تكوين الأمم. ولو أن حضرة الوالد عرف كيف كان نبذ القديم سببا في نهوض الأمم الغربية لأقرنا على هذا التجديد.
الأب :
تشربون الخمر في النادي وقد نهى عنها القرآن، وتلابسون فيها الغادات والغلمان، وتسرفون في الغواية حتى تعودوا كالأنعام أو أضل سبيلا، وتصرون - مع ذلك - على الانتساب إلى آدم وحواء، كلا ثم كلا ليس للتطور معنى إلا أنكم أطوار.
الابن :
هناك فرق يا أبت بين كلمة أطوار، وكلمة تيران، ويظهر أن حضرتك تريد ...
Halaman tidak diketahui