كذلك ينبغي أن يكون.
وروى عمران بن عبد العزيز الزهري
أن عمر بن أبي ربيعة شبب بزينب بنت موسى، أخت قدامة بن موسى الجمحي، وكان سبب تشبيبه بها أن ابن أبي عتيق ذكرها له، فأطنب في وصفها بالحسن والجمال، فصنع فيها قصيدته التي أولها:
يا خليلي من ملامٍ دعاني ... وألما الغداة بالأظعان
فبلغ ذلك ابن أبي عتيق. فلامه في ذكرها، فقال له:
لا تلمني عتيق حسبي الذي بي ... إن عندي عتيق ما قد كفاني
لا تلمني فأنت زينتها لي
فبدره ابن أبي عتيق فقال:
أنت مثل الشيطان للإنسان
فقال عمر: هكذا ورب الكعبة قلته، فقال ابن أبي عتيق: إن شيطانك - ورب العزة - ربما ألم بي، فيجد عندي من عصيانه خلاف ما يجد عندك من طاعته، فيصيب مني وأصيب منه.
ومن ذلك ما روى أبو عبيدة
أن راكبًا أقبل من اليمامة، فمر بالفرزدق وهو جالس، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من اليمامة. فقال: هل أحدث ابن المراغة بعدي من شيء؟ قال: نعم، قال: هات، فأنشد:
هاج الهوى بفؤادك المهتاج
فقال الفرزدق:
فانظر بتوضح باكر الأحداج
فأنشد الرجل:
هذا هوى شغف الفؤاد مبرح
فقال الفرزدق:
ونوى تقاذف غير ذات خلاج
فأنشد الرجل:
إن الغراب بما كرهت لمولع
فقال الفرزدق:
بنوى الأحبة دائم التشحاج
فقال الرجل: هكذا والله قال، أفسمعتها من غيري؟ قال: لا، ولكن هكذا ينبغي أن يقال، أوما علمت أن شيطاننا واحد! ثم قال: أمدح بها الحجاج؟ قال: نعم. قال: إياه أراد.
ومن ذلك ما اخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الخالق المسكي
أخبرنا أبو طاهر السلفي إجازة، أنبأنا أبو صادق مرثد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: كتبت إلى القاضي أبو الحسين علي بن محمد بن صخر الأزدي أن أبا القاسم عمر بن محمد بن سيف أذن لهم في الرواية عنه، أخبرنا أبو خليفة عن ابن سلام قال: قال عمر بن عبد العزيز ﵁ لابن عبد الأعلى: أتمم هذا البيت وأنت أشعر العرب:
نروح ونغدو كل يومٍ وليلةٍ
فقال مجيبًا:
وعما قليلٍ لا نروح ولا نغدو
1 / 35