تهدمها وتجعل ما علاها ... أسافلها ستجزيك الجوازي
جزى الله الإمام العدل عنا ... جزاء الخير فهو له مجازي
به وريت زناد العلم قدمًا ... وشرف طالبيه باعتزاز
وجلى عن كتاب العين دجنًا ... وإظلامًا بنورٍ ذي امتياز
بأستاذ اللغات أبي علي ... وأخدانٍ بناحية الطراز
بهم صح الكتاب وصيروه ... من التصحيف في ظل احتراز
قال الحميدي: وأسقطنا نحن منها أبياتًا تجاوز الحد فيها. قال: ثم أنشدتها المستنصر بالله، فضحك وقال: قد انتصرت وزدت، وأمر بها فختمت ثم وجه بها إلى القاضي فلم تسمع له بعد كلمة.
أنبأنا الفقيه أبو محمد عبد الخالق المسكي
قال: نزلت من قرافة مصر أودع الشيخ الأجل أبي الحسين بن جبير، فقال لي: كنت على المجيء إليك. فقلت: همة سيدنا هي التي أتت بي، فسألني عن القرافة فقلت: هي موضع يصلح للخير وللشر، من طلب شيئًا وجده. فقال: خذ هذه الحكاية، قال لي بعض مشايخنا عن ابن الفرضي: كنت في موضع يتفرج فيه، وبت به، ثم أقبلت باكرًا منه، فلقيني بعد من يقرأ علي، فقال:
من أين أقبلت يا من لا نظير له ... ومن هو الشمس والدنيا له فلك
فأجبته مسرعًا:
من موضع تعجب النساك خلوته ... وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا
قال بديع الزمان الهمذاني
كنت عند الصاحب كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد يومًا، وقد دخل عليه شاعر من شعراء العجم، فأنشده قصيدةً يفضل فيها قومه على العرب، وهي:
غنينا بالطبول عن الطلول ... وعن عنسٍ عذافرةٍ ذمول
وأذهلني عقار عن عقارٍ ... ففي است أم القضاة مع العذول
فلست بتاركٍ إيوان كسرى ... لتوضح أو لحومل فالدخول
وضبٍ بالفلا ساعٍ وذئبٍ ... بها يعوي وليث وسط غيل
يسلون السيوف لرأس ضب ... حراشًا بالغداة والأصيل
إذا ذبحوا فذلك يوم عيدٍ ... وإن نحروا ففي عرسٍ جليل
أما لو لم يكن للفرس إلا ... نجار الصاحب القرم النبيل
1 / 32