Bada'i al-Silk fi Taba'i al-Mulk
بدائع السلك في طبائع الملك
Penyiasat
علي سامي النشار
Penerbit
وزارة الإعلام
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1398 AH
Lokasi Penerbit
العراق
لَو وجدنَا هَذَا النكير فِي مثل هَذَا الْمقَام لقضت الْعَادة بنقله ومستند الْإِجْمَاع لَا يلْزم نَقله اسْتغْنَاء عَنهُ بِوُجُوب اتِّبَاع الْإِجْمَاع مَتى تحقق وجوده
الْفَاتِحَة الْخَامِسَة
إِن حَقِيقَة هَذَا الْوُجُوب الشَّرْعِيّ رَاجِعَة إِلَى النِّيَابَة عَن الشَّارِع فِي حفظ الدّين وسياسة الدُّنْيَا بِهِ وَيُسمى بِاعْتِبَار هَذِه خلَافَة وإمامة وَذَلِكَ لِأَن الدّين هُوَ الْمَقْصُود فِي إِيجَاد الْخلق لَا الدُّنْيَا فَقَط فحملوا على حكمه دنيا وَأُخْرَى وَنصب لذَلِك الْخَلِيفَة نَائِبا عَن صَاحب الشَّرْع وَلَا كَذَلِك الْملك الطبيعي وَهُوَ حمل الكافة على مُقْتَضى الْغَرَض والشهوة لجوره فِي ذَلِك وعدوانه وإفضائه إِلَى الْهَلَاك العاجل سنة الله فِي الَّذين خلو من قبل وَلَا السياسي وَهُوَ حملهمْ على نهج النّظر الْعقلِيّ فِي جلب مصَالح الدُّنْيَا ودرء مفاسدها فَحسب لإهمال الْعِنَايَة بِالدّينِ واستضاءته فِيمَا اقْتصر عَلَيْهِ بِغَيْر نور الله ﴿وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور﴾
الْفَاتِحَة السَّادِسَة
إِن انقلاب الْخلَافَة إِلَى الْملك كَمَا سيرد بَيَانه إِن شَاءَ الله أَن ذَلِك وَاقع بِحَسب كبيعة الْوُجُود لَا يخل بِمَا قصد بهما فِي الْجُمْلَة بل الْحَاجة إِلَى الْملك إِذْ ذَاك فِي أرفع مَرَاتِب الِاعْتِبَار بِهِ وَذَلِكَ لِأَن الْوَازِع فِي أَيَّام وجود الْخلَافَة إِنَّمَا كَانَ دينا مَحْضا يجده كل وَاحِد من نَفسه حَتَّى قَالَ عمر ﵁ من لم يؤدبه لَا أدبه الله
وَبعد انقلابها ملكا وخصوصا إِلَى العضوض مِنْهُ ضعف ذَلِك الْوَازِع أَو كَاد يفقد غَالِبا فاحتيج إِلَى مزِيد رهبة وَهِي من مُنَازع ومراسم مَوْضُوعه
1 / 71