أنا هنا في الحان ألجأ إليه بعد عمل، لا أرى زوجتي ولا تراني إلا مخمورا في آخر الليل، إن كانت في آخر الليل صاحية، أو مصدوعا في أول النهار، إن كانت في أول النهار خالية.
مسكينة سامية، لقد كانت جديرة بزوج رائع، بل لقد كانت جديرة بأن أحبها أنا لو أنني أنا الذي اخترتها، ولكن أمها وأمي دبرتا المؤامرة فقضت علينا أن نحيا حياة؛ الموت خير منها.
لقد فكرت أمها وأمي في أن يتروج الابن من الابنة ولم تفكر منهما في الابن أو الابنة، إنها رغبة اشتعلت في نفس كل منهما فكنا نحن وقودها وكانت حياتنا الحريق.
أنا هنا في الحان أشرب مع صديقتي، وزوجتي بالبيت لا أدري ماذا تفعل؟! أعلم أنها مسكينة لا ذنب لها ، ولكن أنا، ما ذنبي؟!
هو الله
كانت معربدة مجنونة في رأس عالم يجب أن تكتب له الشهرة، ويصعد إلى قمة المجد ولم يسكت العالم عن التفكير وإنما أخذ يذيع بين إخوانه العلماء هذه الفكرة التي سيطرت عليه، وأراد العلماء الناشئون أن تكتب أسماؤهم كمساعدين لذلك العالم الكبير فيقفزون بذلك سلالم كثيرة إلى سماء المجد الذي يحلمون به.
كانت الفكرة عجيبة! فهو يريد أن يصنع الآدميين خارج الأرحام ولكن، ما الروح؟ هو يعلم أن الجسم متكون من خلايا، وهو يعلم عمل كل خلية في كل جزء من أجزاء هذا الجسم، بل إنه يعلم ما تكون هذه الخلية، ولكن كيف تسير، وكيف تؤدي المهمة التي ألقتها عليها الحياة؟ لم يكن يعرف، ما هي الروح وكيف يستطيع الإنسان أن يحيا، ويسعى، ويشعر ويحس ويتكلم، ويفهم، ويفرح، ويحزن، كيف؟ لم يكن يعرف! وهل إذا وضع العناصر التي يتكون منها الجسم بعضها إلى بعض تنتج تلك المعجزة الضخمة التي حيرت العقول؟! كان يعلم أن وضع هذه العناصر وخلطها لن يؤدي به إلا الفشل الحاسم السريع.
وعجب العالم من هؤلاء الذين ينكرون الله! كيف ينكرونه وينكرون معجزاته وهم في أنفسهم معجزات لم يصل أحد إلى إدراك كنهها بعد؟! وهداه عجبه هذا أن يحاول بعض الناس أن يثنيه عن فكرته جميعا؛ فالنسل في ازدياد والمشكلة تحل بالإقلال منه لا بالزيادة، ولكن العالم ركب رأسه وأراد أن يثبت عبقريته.
وأصبح تفكيره منحصرا في أن يهيئ في قوارير زجاجية جوا مماثلا لجو الأرحام يضع فيه الحيوانات الإنسانية تسعة أشهر ثم تكون الولادة.
واستمر في تجربته تلك السنين، ومساعدوه من حوله ينتظرون وفي كل مرة يرى سببا لفشل التجربة، فيزيله، وتمر الأعوام والأرحام الزجاجية عاقر ما تزال، لا تهب البنين ولا البنات.
Halaman tidak diketahui