استعادت الأرض الثملى وضعها الصحيح على نحو مفاجئ، وجلس فلوري مستقيما، ذاهلا لكن من دون أذى بالغ. انتبه في وهن إلى إليزابيث وهي منبطحة بجانبه، وصرخات آتية من داخل النادي. كان يتسابق وراء البوابة رجلان بورميان في ضوء القمر وشعورهما الطويلة مسترسلة وراءهما. وكانا يصرخان بعلو صوتيهما: «(نجا ين) يهتز! (نجا ين) يهتز!»
شاهدهما فلوري دون فهم. من هو نجا ين. «نجا» هي بادئة تعطى للمجرمين. لا بد أن نجا ين مجرم. لكن لماذا كان يهتز؟ ثم تذكر. نجا ين هو عملاق يعتقد البورميون أنه مدفون، مثل تايفوس أسفل قشرة الأرض. بالتأكيد! كان هذا زلزالا.
هتف فلوري: «زلزال!» وتذكر إليزابيث فتحرك لينهضها. لكنها كانت تنهض بالفعل، ولم يصبها أذى، وأخذت تدلك مؤخرة رأسها.
قالت بصوت مفزوع بعض الشيء: «هل كان ذلك زلزالا؟»
اقتربت السيدة لاكرستين بهيئتها الفارعة بخطوات وئيدة، وقد تشبثت بالجدار مثل سحلية طويلة. وكانت تصرخ صراخا هستيريا قائلة: «يا للهول، زلزال! آه، يا لها من هزة مروعة! لا قبل لي بذلك. قلبي لا يحتمل! يا للهول، يا للهول! زلزال!»
كان السيد لاكرستين يترنح خلفها، بخطى مختلة غريبة بسبب الهزات الأرضية من ناحية والجين من ناحية أخرى.
قال السيد لاكرستين: «زلزال، سحقا!»
نهض فلوري وإليزابيث على مهل. ودخلوا جميعا، بذلك الشعور الغريب في باطن أقدامهم الذي يشعر به المرء حين يخطو من قارب مهتز إلى البر. هرع الساقي العجوز من حجرات الخدم، ووضع عمامته على رأسه بمجرد أن وصل، ومن ورائه حشد من الغلمان يثرثرون.
وانطلق في الكلام قائلا بلهفة: «زلزال يا سيدي، زلزال!»
قال السيد لاكرسيتن وهو يهبط بحرص إلى أحد المقاعد: «أعلم جيدا أنه كان زلزالا. أنت أيها الساقي، هات بعض المشروبات. والله إنني بحاجة إلى القليل من الشراب بعد ما جرى.»
Halaman tidak diketahui