Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Genre-genre
دخلت إلى الميدان الواسع «الإسماعيلية» نسبة إلى الخديو إسماعيل، الجامعة اسمها جامعة فؤاد الأول، ميدان واسع آخر اسمه ميدان فاروق الأول، شارع الملكة ناظلي، شارع الملكة فريدة، قصر الأمير محمد علي، مدرسة الأميرة فوزية، الأميرة فوقية؛ أسماء ترن في أذني مهيبة، أسماء الآلهة في السماء، لم أعرف أنها سوف تسقط ومعها ألقاب الباشوات في بضع سنوات.
زميلتي «سعاد» مثلي تحلم بدخول الجامعة، كلية الحقوق بالذات؛ تريد أن تكون محامية لتدافع عن حقوق الفقراء. أخي طلعت يريد أن يدخل معهد الموسيقى، أريد أن أدخل الفنون الجميلة، كلية الآداب. الأدباء، أيتخرجون في كلية الآداب؟!
في أحلامي أرى نفسي أديبة أو كاتبة أو عازفة على العود، على البيانو، رسامة، أمسك الفرشاة في يدي والحامل الخشب فوقه اللوحة، الصورة في ذهني، أول حب في حياتي، أسترجعها، نائمة في الليل بجوار طنط فهيمة، عيناها الجاحظتان ترمقني، تكشف أحلامي، في غمضة عين تنام، يرتفع شخيرها في السكون، أتسلل من الفراش إلى الفرندة الواسعة، أطل على النجوم، أستكشف المستقبل، أستعيد الماضي، أدون السطور في مفكرتي.
الماضي يبدو لي ساحرا، سقوط الأشياء في العدم يكسبها الرونق ، الروث في حقل عم صابر له رائحة العطر، بركة الطين بحيرة تلمع تحت القمر، قطرات المطر فوق زجاج النافذة، أصابع تعزف على العود، نهيق حمارة الحاج محمود أكثر رقة من شخير فهيمة.
شطبت العبارة الأخيرة من مفكرتي، كارثة لو عثرت عليها طنط فهيمة، أشطب الكثير من مفكرتي، أمزق الورقة وألقي بها من نافذة القطار، أشد عليها السيفون في المرحاض، أخشى أن ألقيها في صفيحة القمامة في المطبخ، أرى طنط فهيمة تفتش في الصفيحة.
بعد موت جدي استبدلت طنط فهيمة الكلب الوولف بالقط المتنمر، في ظلمة الليل يقفز الجسد الأسود فوقي، أهب من النوم مفزعة، تأخذه طنط فهيمة في حضنها، تحوطه بذراعيها.
علاقة حب تربط طنط فهيمة بالقط المتوحش، يستكين بين ذراعيها، في غيابها يصبح هائجا متحفزا، تطلق عيناه بريقا، لسانا مثل اللهب، في الليل يموء بين ذراعيها، عشيق يحن إلى الحب، تحنو عليه طنط فهيمة أكثر من كل سكان البيت، أتفضل معاشرة الحيوان على الإنسان؟ تعطيه حق الحب وتحرمني من الحق ذاته، لم تمد يدها مرة واحدة لتربت على كتفي، لم تحطني بذراعيها مرة واحدة، لم تضع أمامي صحنا باللبن، تملأ صحن الكلب باللبن.
في الليل أجلس في الفرندة كما كنت أفعل في منوف، أمامي الحديقة، أوراق الشجر تلمع تحت ضوء القمر، عيناي تتعلقان بالنجمة البعيدة الوحيدة؛ نجمتي، ولدت معي، تموت معي، إلى جوارها نجم يلمع، يرمقها، عيناه يكسوهما البريق، يطل عليها من الفرندة العلوية، يعزف العود، يغني لها وحدها دون ملايين البشر، يعرف اسمها من بين ملايين الأسماء، «يا نوال فين عيونك؟» أغمض عيني، أتسلق السور، أصل إلى الدور الثاني، أتوقف لحظة ممسكة بسور الفرندة، كان يقف متكئا بذراعه على سور الفرندة، أسند يدي فوق السور الحجري كما يسند يده، يهب الهواء، يمتلئ قميصه الواسع بالهواء، يحلق في الجو روحا بلا جسم، يختفي وراء السحب، عيناي تدوران تبحثان، السماء والأرض خاليتان منه، يبدو غيابه مفاجئا طارئا لم يحدث من قبل، أمد يدي نحو السور الحجري، ملمس الحجر تحت أصابعي دافئ مثل بشرة حية، له رائحة الجسم، أضع يدي فوق يده، السور الحجري يلين تحت ذراعي كذراعه.
أنتفض في السرير، أصحو، تفتح طنط فهيمة عينيها ... يسقط القط بين ذراعيها يفتح عينيه هو الآخر، يرمقني في غضب، أنا غريمته في هذا الفراش، يريد أن يكون وحده في السرير؛ كالزوج لا يطيق شريكا له.
في مفكرتي السرية كتبت:
Halaman tidak diketahui