Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Genre-genre
نهضت من فوق الدكة الخشبية، لاحت لي فكرة، أدخل إلى مكتب الناظرة، أحكي لها ما حدث بشأن التايير، أطلب منها أن تأذن لي بدخول الامتحان.
كانت المرة الأولى والأخيرة ألتقي وجها لوجه بالأستاذة نبوية موسى، كان لها وجه يقطع الخميرة من البيت (بلغة ستي الحاجة)، أصبحت أكره جميع الوجوه الشبيهة بوجهها، جعلتني أكره المدرسة والتعليم وكل شيء في الدنيا، أبي (إذا أراد أن يعاقبني أو يفزعني) يقول لي: لازم أبعتك تاني عند نبوية موسى!
لا أذكر من نبوية موسى إلا وجها عابسا مشدود العضلات، عيناها سوداوان واسعتان، تتسعان لما في العالم من كآبة سوداء، وقفت أمامها أرتجف، جالسة داخل مكتبها كالأسد في عرينه، متحفزة تنتظر الانقضاض، قبل أن أفتح فمي انفجرت بصوت غاضب: أنا عارفة الحجج الفارغة بتاعة البنات المايعين، لازم وقفت ساعة قصاد المراية تساوي حواجبك.
لم تكن في غرفتي مرآة، لم أكن أرى نفسي، إلا حين أفتح الباب الخارجي، كان هناك مرآة طويلة في المدخل، ألمح داخلها شبحا أسود يحمل رأسا يشبه رأسي، فتاة طويلة نحيفة شاحبة ترتدي الحداد.
لم أكن أيضا من «البنات المايعين»، أمشي مشدودة الجسم كالعسكري الأسود، طنط هانم تطلق علي اسم غفير الدورية.
نبوية موسى لم تكن تنظر إلي، عيناها مقلوبتان إلى الداخل، جاحظتان مقلوبتان إلى الخارج، تشردان بعيدا في السماء، كانت هي الأخرى غاضبة على السماء، غاضبة على جنس الإناث، الغضب تجسد فوق جبينها تكشيرة قاتمة تشبه خالتي فهيمة: امشي روحي الامتحان بسرعة، وإذا تأخرتي مرة ثانية مافيش غير الطرد النهائي من المدرسة! مفهوم؟
صوت نبوية موسى اخترق أذني، تطردني من مكتبها، أسرعت أجري إلى الامتحان، نجحت، انتقلت إلى السنة الثانية الثانوية، نقل أبي أوراقي إلى مدرسة السنية، انتقلت إلى بيت عمي الشيخ محمد السعداوي في حي العنبري بالقلعة. •••
أصبحت تلميذة في مدرسة السنية الثانوية للبنات، قضيت فيها عامين اثنين (1944م، 1945م)، كلمة «السنية» كان لها رنين في الأذن، نوع من الرهبة والأبهة، مدرسة السنية لها تاريخ في مصر، تخرجت فيها رائدات التعليم من المعلمات، أسمع طنط فهيمة تنطق كلمة «السنية» بأنف شامخ: في السنية عرفت أبلة نظيرة.
ترن كلمة «أبلة نظيرة» في أذني أكثر رهبة وأبهة من كلمة السنية، من هي أبلة نظيرة؟ واحدة من الرائدات مثل نبوية موسى، أسمع صوتها يخرج من الجهاز السحري الذي يسمونه «الراديو»، صندوق من الخشب له ثقوب مفتوحة إلى الداخل، عيون سحرية مفتوحة على العالم الآخر، تنبعث منها الأصوات قادمة من السماء.
كانت طنط فهيمة (الأستاذة فهيمة شكري) ذات أهمية أكبر من النساء والرجال في عائلة أمي وأبي، طنط فهيمة تعرف واحدة من الكائنات السحرية المتكلمة في الراديو، عرفتها في مدرسة السنية.
Halaman tidak diketahui