Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Genre-genre
أقسمت وأنا جالسة في الفرندة أن أهرب قبل أن يطلع الفجر، هبطت السلالم على أطراف أصابعي، فتحت الباب الخارجي، نظرت في الظلمة الممدودة أمامي، أغمضت عيني، ألقيت نفسي فيها، أقفز في بحر أسود أغرق فيه حتى الموت.
عدت إلى مكاني فوق المقعد في الفرندة ألهث، قطع الشريان فوق معصمي أسهل من الخروج إلى الشارع المظلم. دخلت إلى الحمام معي الموسى الذي أبري به القلم الرصاص، كان أبي يحلق به ذقنه، قربت الموسى من معصمي، يدي ترتعش تكاد تقطع إصبعي بدل الشريان، رأيت الدم ينزف من إصبعي، انتفضت كالفأرة المذعورة، عاجزة عن التنفس، الهواء لم يعد هواء، مياه سوداء تغرقني. عدت إلى مكاني في الفرندة، الليل كان طويلا يتسع لكل شيء ... للهرب ... للانتحار، للقفز من سور الفرندة وكسر عظامي، أصرخ بأعلى صوت، أشعل عود كبريت في صفيحة الجاز أحرق البيت، جلست في مكاني عاجزة عن فعل أي شيء.
بدت هذه الأشياء نوعا من الجبن، حياتي بدت أعز من أن أفقدها، عظامي أثمن من أن أكسرها، لم يكن سور الفرندة عاليا بالقدر الذي يساعد على الموت، ربما أفقد عظام ساقي وأعيش على عكازين من الخشب مثل زميلتي حميدة، ولماذا أحرق البيت بكل ما فيه؟ النار ستزحف إلى غرفة أخواتي الصغيرات، بريئات بلا ذئب، وأختي الصغرى الرضيعة، لماذا أحرقها مثل الآخرين؟ أليس هو الجبن بعينه؟
الدم من إصبعي المجروح توقف عن النزف، البعوض يرن في أذني، بعوضة فوق ذراعي المنزوعة الشعر، بشرتي بيضاء ملساء تشبه ذراع أمي أو طنط نعمات، البعوضة كبيرة الحجم (بالنسبة للبعوض البريء يلدغ دون أن يسبب المرض)، ساقاها الخلفيتان أطول من الساقين الأماميتين، مؤخرتها عالية، رأسها منخفض يخرج من فمها خرطوم طويل يشبه الإبرة، تغرسه في لحمي وتمص الدم.
لم أشعر بالألم، بل هي اللذة، تمنيت أن تفرغ البعوضة عروقي من الدم، تنفث سمومها كلها في جسدي.
البعوضة تمتلئ بالدم، انتفخ بطنها مثل الأنثى الحامل، لم تعد قادرة على الطيران، التصقت بذراعي ونامت، دمي كان مسمما، مصته البعوضة حتى آخر قطرة، حلاق الصحة في كفر طحلة يضع دودة طويلة وراء أذن المريض لتمص الدم الفاسد، شعرت بالراحة كأنما شفيت، بدأ النوم يداعبني.
خيوط الفجر تولد من بطن الأفق، وضعت نفسي في السرير، لذة الشفاء بعد المرض، لذة الراحة بعد الليلة المرهقة، الاستسلام الكامل للقضاء والقدر، التحرر من الخوف من القضاء والقدر، الانتباه إلى شيء آخر، عاد الصفاء إلى عقلي مع وميض الضوء، فكرت في خطة أنقذ بها نفسي، كانت فكرة بسيطة، أبسط من فكرة الانتحار. ••• «ياللا يا نوال، البسي الفستان الجديد.»
تظاهرت بالطاعة العمياء، نهضت من السرير، امتدت أذرع النسوة بالفستان، أولها ذراع طنط هانم، يدها تسوي الكشاكيش فوق صدري، بأصابعها قرصت ثديي، تبعتها يد طنط نعمات، قرصتني في الثدي الآخر وهي تصيح: عشان ربنا يرزقني بالعريس على طول، أصابتني قرصتها بألم في حلمة الثدي، لدغة عقرب أو ثعبان.
فكرة شائعة تقول: إن قرص العروسة من ثديها أو فخذها أو ذراعها يجلب العرسان لغيرها من البنات، يدر اللبن في الأثداء الجافة، ويؤدي إلى الحبل عند النساء العقيمات.
انقضت علي النسوة من عائلتي أمي وأبي، العانسات منهن والعاقرات والمطلقات والأرامل والبائرات والعاجزات عن الحبل أو الزواج أو العثور على رجل يطفئ اللهيب تحت السطح البارد ... أصبحت قطعة لحم فريسة لأصابعهن الصلبة المتصلبة المصرة على اغتصاب اللذة المكبوتة المحرومة المدفونة في القاع، في بطن الأرض «البور» المتعطشة حتى التشقق.
Halaman tidak diketahui