Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Genre-genre
دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي، دو.
تسري الموسيقى في جسدي مثل تيار الدم، تصعد إلى عنقي ورأسي، ثم تهبط إلى صدري وقلبي، أحس الخفقات تحت أضلعي، أكان هو الحب؟ هل أحببت الموسيقى أم مس إيفون؟
كنت أسمع الموسيقى والأغاني في الراديو، كلها أغاني الحب، حب الرجل للمرأة، أو حب المرأة للرجل، لم يكن من حولي رجل واحد يخفق له قلبي، كان يكفي أن أمشي في الشارع لأكره كل الرجال وكل الصبيان.
يرمقون جسدي بتلك النظرة المحملقة مثل السهم ينطلق ويصيب صدري، النهدان الصغيران أخفيهما تحت الحقيبة، أنطلق إلى المدرسة أجري، عيونهم تطاردني من أبواب المقاهي والحوانيت أو فتحات الأزقة والحواري.
يلمحني أبي وهو جالس في مقهى «جرامينو»، يشرب القهوة، يلعب الطاولة مع الرجال، ينادي علي لأذهب إليه أسلم على أصدقائه: تعالي يا نوال سلمي على الدكتور مفتش الصحة، دي بنتي نوال، أكبر بناتي، تلميذة شاطرة عند مس هيمر وعاوزة تطلع دكتورة.
كلمة «دكتورة» ترن في أذني مثل السحر، تنتشلني من عيون الرجال إلى السماء، أطير بجناحين، كنت أكره الدكاترة، خاصة الدكتور مفتش الصحة، له أصابع غليظة يقبض بها على ذراعي يغرز الإبرة في اللحم، أنفاسه لها رائحة السبرتو، أسنانه صفراء بلون الدخان، يفحص صدري بالسماعة ويضغط بإصبعه على ثديي، لم يكن لي ثدي بعد، مجرد برعم صغير مثل الدمل له بوز مدبب يؤلمني لأقل لمسة، فما بال أن يضغط عليه مثل ذلك الإصبع؟
في الحلم لم أكن أرى نفسي دكتورة تمسك بإبرة طويلة تغرزها في أذرع الناس، كنت أرى نفسي جالسة إلى البيانو أعزف الألحان، أغني وأرقص، أدب بقدمي فوق الأرض حاملة فوق رأسي قرص الشمس مثل الإلهة إيزيس.
في آخر العام كان هناك الاحتفال الكبير، اختارتني مس إيفون من بين البنات لألعب دور إيزيس فوق خشبة المسرح، حفظت الدور عن ظهر قلب، تعزف مس إيفون على البيانو من وراء الستار، أنا واقفة داخل الفستان الحريري الطويل، أبيض اللون، الضوء الملائكي الإلهي، حول رأسي تاج على شكل قرص الشمس تشع منه ملايين النجوم، أغني وأبكي على موت الإله أوزوريس، يبكي معي الجمهور الجالس في الفناء، منهم أبي وأمي وإخوتي وأخواتي وزميلاتي في المدرسة، ثم تحدث المعجزة، الإلهة إيزيس تلامس بيدها لجسد الميت، تدب فيه الحياة من الجديد، أدب بقدمي فوق خشبة المسرح، أرفع رأسي عاليا في السماء، أرقص على دقات البيانو أغنية النصر، يدب الجمهور الجالس في الفناء بأقدامه فوق الأرض، يهتفون في نفس واحد: برافو إيزيس، يقذفوني بالورد، بالفل والياسمين، يبتسمون حين يرونني أمشي في الشارع، يشاورون علي: «إيزيس أهه!»
الحلم
«نوال موهوبة، يمكن تبقى فنانة ممتازة يا زينب هانم.»
Halaman tidak diketahui