210

Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)

أوراقي … حياتي (الجزء الأول)

Genre-genre

لا يغسل العار إلا الدم، الرجال يقومون بالغسيل، والنساء يفقدن الدم، يتحول القاتل إلى بطل يحمي الشرف، تدفن البنت في الخفاء، ويدفن معها اسمها واسم أمها، يتألق اسم الأب بعد مقتل البنت.

منذ قصة العذراء الطاهرة في التاريخ تخشى البنات الحمل السفاح، يدور السؤال في رءوسهن وهن نائمات: أيمكن أن تتكرر القصة في التاريخ؟ هناك قصص تكررت وجاء ذكرها في كتب الله، كم مرة تكرر عصيان بني إسرائيل لأوامر الله؟ كم مرة تكرر غفران الله لبني إسرائيل؟ كم مرة أرسل الله إلى البشر رسولا يحثهم على الإيمان به؟ كم كان عدد الأنبياء والمرسلين؟! كم مرة تكرر نزول الأنبياء إلى الناس؟ كم مرة أرسل الله مندوبه إلى سيدنا إبراهيم، وسيدنا موسى، وسيدنا عيسى، وسيدنا محمد؟! لماذا إذن لا يتكرر نزول مندوب الله إلى إحدى البنات لتحمل كما حملت ستنا مريم العذراء؟!

في المدرسة الابتدائية ورد السؤال إلى ذهني وأنا نائمة، كالحلم الآثم كتمته في أعماقي، ثم اكتشفت أن جميع البنات أحلامهن آثمة. وفي المدرسة الثانوية أيضا همست لي الزميلات بما يدور في عقولهن أثناء النوم، قالت صفية: إنها منذ قرأت قصة العذراء مريم وهي تحلم بمندوب الله يهبط إليها في الليل. وقالت سامية: إنها لا تؤمن بالله مع ذلك يأتيها المندوب في الحلم. وفي كلية الطب قالت صديقتي بطة: أما أنا يا نوال فقد جاءني المندوب في الواقع والحقيقة وليس في الحلم. ثم كركرت بالضحك، بالشهقات المتقطعة كهواء محبوس يخرج من عنق زجاجة ضيق. •••

كنت غارقة في النوم حين التفت الأصابع الغليظة حول عنقي، كما يحدث في الأحلام حاولت أن أفتح فمي لأصرخ، صوتي لا يخرج، الأصابع الغليظة قوية، أقوى من أصابعي، أفتح فمي طلبا للهواء، أشهق بصوت مكتوم، كان يمكن أن أستغيث وأوقظ الجيران، لكني رأيت أن الموت أهون من الفضيحة.

كلمة «الفضيحة» كانت تخرق أذني منذ ولدت، ولادة الأنثى كانت في حد ذاتها فضيحة تتكتم الأسرة الخبر، تتخفى الأم الوالدة عن عيون الناس، يغرق بيت المولودة الأنثى في الصمت.

كلمة «أنثى» في حد ذاتها فضيحة، إن قال لي أحد أنت أنثى أصفعه على وجهه. كلمة «جنس» ترن في أذني نابية. لا أستطيع أن أنطق كلمة «جوزي» بالعامية، أنطقها باللغة الفصحى المحترمة وأقول زوجي. كنت قد تزوجت للمرة الأولى تحت اسم الحب الكبير، قصة طويلة بدأت وأنا في العشرين من العمر فتاة عذراء، وانتهت وأنا في السادسة والعشرين زوجة عذراء، تحولت إلى أم عذراء ، ثم تحررت بالطلاق.

لماذا لم أفقد عذريتي حتى اليوم، بعد أن تجاوزت الستين عاما؟ لكن العذرية مثل القضاء والقدر، مكتوبة على جبين النساء، ليس في مقدور البشر أن يهتكوا عرض المرأة الصالحة التي تعرف الله، وتعرف أنه اصطفى العذراء مريم من نساء العالمين، هي الوحيدة ذكر اسمها في كتابه الكريم، ولها سورة كاملة في القرآن باسمها «مريم»، تتطلع النساء إلى هذا النموذج الأمثل للطهر والنقاء؟!

منذ الطفولة أرى السيدة مريم العذراء النموذج الأعلى، أم المسيح، الوحيدة دون النساء أجمعين تم تعريفها بالاسم في القرآن، جميع النساء الأخريات مجهولات الاسم، حواء زوجة سيدنا آدم، وزوجات سيدنا محمد عليه السلام لم يذكر اسم واحدة منهن في القرآن، حتى السيدة خديجة لم يذكر اسمها.

كان طبيعيا أن يتجه طموح الفتاة المسلمة المثالية إلى مريم العذراء وليس أي امرأة أخرى، منذ أدركني البلوغ في سن التاسعة من العمر أقسمت بيني وبين الله، أنني سوف أكون مثل ستنا مريم، وسوف أحمل وألد دون أن أمارس الجنس وأصبحت أنتظر كل ليلة مندوب الله.

وطال الانتظار العام وراء العام، ثم جاءني رجل يتخفى في الظلام، وهمس في أذني أنه مندوب الله. كنت فتاة مثالية يرتعد جسدي حين أسمع كلمة «الله»، أغمض عيني وأهمس: يا رب أرجو أن تذكر اسمي في كتابك الكريم كما ذكرت اسم ستنا مريم، ولماذا تصطفيها هي وحدها، ألا يمكن يا رب أن تصطفي امرأتين وقد اصطفيت أكثر من عشرين رجلا من الأنبياء الصالحين؟!

Halaman tidak diketahui