Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)

Nawal Saadawi d. 1442 AH
114

Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)

أوراقي … حياتي (الجزء الأول)

Genre-genre

والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا * يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة .

والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها * والليل إذا يغشاها * والسماء وما بناها * والأرض وما طحاها * ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها .

إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت * وإذا الجبال سيرت * وإذا العشار عطلت * وإذا الوحوش حشرت * وإذا البحار سجرت * وإذا النفوس زوجت * وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت .

كنت أتغنى بهذا المقطع الأخير كأنما أنشودة:

وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت . عيناي تدمعان وأنا أنطق كلمة الموءودة، كأنما أنا التي وئدت منذ ولدت.

كانت طفولتي في طريقها إلى الزوال الكامل، الفتاة المثالية الناضجة بدأت تسيطر على عقلي وجسدي، ذكريات الطفولة أصبحت كالإثم تستوجب الاستئصال من الذاكرة، شبح الحب الأول كأنما شبح شيطان أو الخطيئة الأولى، ثم طغى الإيمان الكامل على بقايا الشك، وبدأت أنحدر إلى اليقين بخطوة ثابتة تشبه خطوة أبي.

أصبحت المثل الأعلى للبنات في التقوى والصلاح، أواظب على الصلاة وصيام شهر رمضان العظيم، أنطق الكلمات بلغة عربية فصيحة، أدعم كلامي بآيات من كتاب الله الكريم أو أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. •••

جاءت شهادتي «التوجيهية» ناجحة بامتياز، أردت أن أدخل كلية الآداب لأصبح أديبة، قال أبي أن كلية الآداب لا تخرج إلا الموظفين أو الكتبة وليس الأدباء، ثم ما مستقبل الأدباء يا نوال؟ يعيشون ويموتون فقراء مثل الشاعر الديب، يردد أبي بعض أبيات يسخر فيها الشاعر من فقره، ومنها ذلك البيت يقول فيه: وكأنني حائط كتبوا عليه: هنا يا أيها المزنوق طرطر! تضحك أمي وتقول: «آداب إيه يا نوال، دي الكلية اللي بيدخلها الطلبة الساقطين أو الواخدين درجات واطية، وانتي واخدة أعلى الدرجات، ادخلي كلية الطب، يمكن تبقى دكتورة مشهورة زي الدكتور علي إبراهيم، وكمان تعالجينا ببلاش!»

في أحلامي كنت أرى نفسي أديبة مثل طه حسين، فأنا أحب اللغة العربية، حروفها وكلماتها وجرسها الموسيقي في الأذن، كنت أؤمن أن الله وحده هو الذي خلق اللغة العربية، فضلها على غيرها من اللغات وأنزل بها القرآن. تصورت الإنجليزية صنعها البشر، لكن العربية لغة إلهية من صنع الله سبحانه وتعالى، والأمة العربية هي خير أمة خلقها الله. وأمشي في الشارع مرفوعة الرأس في زهو، أرمق الإنجليز من علياء، إنهم يتكلمون لغة بشرية وينتمون إلى أمة أدنى، لم يرد ذكرها في كتاب الله الكريم، في النوم تصحو الطفلة الخرساء تسألني بلا صوت: «يعني إذا كان ربنا بيحبنا أكثر من الإنجليز، ليه خلاهم بينتصروا علينا ويحتلونا، وهم اللي يكتشفوا قوة البخار والكهرباء والراديو واللاسلكي والطيارة والغواصة؟!»

ألفة الموت

Halaman tidak diketahui