Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Genre-genre
آخر مرة رأيتها كان في عام 1955م، بعد أن تخرجت وأصبحت طبيبة امتياز في قصر العيني، أصبحت عاجزة عن تحريك مفاصل يديها أو قدميها، كان وجهها رغم ذلك يضيء حين تراني، يعود البريق إلى عينيها العسليتين، وقلبي كان يئن لماذا هي بالذات تصاب بهذا الداء، لم يكن هذا المرض يصيب إلا واحدا في المليون من البشر.
ثم ماتت قبل أن تموت أمي بعام واحد. •••
اشتهرت في مدرسة حلوان أنني عاشقة للأدب والشعر والنثر، في الحفلات المدرسية كنت أقف على المنصة وألقي كلمة من تأليفي أو قصيدة شعر ، أكبر الاحتفالات كانت بعيد ميلاد الملك أو عيد مولد النبي، كانت هجرة النبي من مكة إلى المدينة المنورة من الاحتفالات الكبيرة أيضا، يسمونها «عيد الهجرة».
عام 1948م أقامت المدرسة احتفالا كبيرا بعيد الهجرة، قبل الاحتفال بيومين جاءني المدرس وطلب مني إعداد كلمة ألقيها في الاحتفال. حبست نفسي داخل المكتبة، قرأت عن حياة النبي محمد ، ولدته أمه آمنة بنت وهب، ماتت وهو رضيع، كفله عمه عبد المطلب، أصبح راعيا للإبل في الصحراء، اشتهر بالأمانة فسماه الناس الأمين، كان محبوبا في قبيلته قريش، تزوجته السيدة خديجة من أشراف القبيلة، عهدت إليه بأموالها ليتاجر فيها، كان يعتزل في غار حراء يفكر ويتعبد، نزل إليه سيدنا جبريل بالقرآن، قال له:
اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم . لم يفهم النبي محمد ماذا يعني جبريل، أصابه الذعر، وعاد إلى زوجته خديجة يرتعد، أسنانه تصطك، قال لها: دثروني دثروني، هدأت السيدة خديجة من روعه وشرحت له الأمر، أرسل الله إليك جبريل يبلغك بالرسالة، أنت نبي الإسلام، انهض وبلغ الرسالة للناس.
كانت السيدة خديجة هي أول المسلمين الذين آمنوا بسيدنا محمد، من بعد ذلك دخل الناس في دين الله أفواجا، إلا أنها كانت الأولى، لولاها ما بدأ زوجها رسالته وما بدأ الإسلام. هكذا قال لي أبي، شعرت بالفخر لأنها امرأة مثلي، أتحدى بها عمي الشيخ محمد حين يقول: إن الله لم يخاطب النساء في القرآن، وأنه لم يذكر اسم امرأة واحدة في كتابه الكريم إلا مريم أم المسيح سيدنا عيسى عليه السلام.
بدأت أقرأ القرآن من الغلاف، أدركت أن كلام عمي الشيخ محمد صحيح، لم يذكر الله اسم حواء ولم يخاطبها إلا من خلال زوجها آدم، لم يرد ذكر السيدة خديجة بحرف واحد مع أنها أول من وضع الحجر الأساسي في صرح الإسلام، وهي التي وجهت زوجها نحو الطريق الذي جعله نبي المسلمين.
أسئلة كثيرة كانت تدور في رأسي، لم يكن أبي يعرف الإجابة عنها، يكتفي بقوله: هذه حكمة الله، وهناك أشياء في الدين تؤمن بها قلوبنا؛ لأن العقل البشري عاجز عن الإلمام بحكمة الله.
لم تكف الأسئلة عن الدوران داخل رأسي، أصابني صداع مزمن مجهول السبب، قالت لي حكيمة المدرسة: إنه بسبب فوران الدم في سن المراهقة، أعطتني حبوب الإسبرين وأقراصا أخرى.
كانت حرارتي تهبط لكن الألم ينتقل إلى أجزاء أخرى من جسمي، تشتد الآلام في أيام الحيض؛
Halaman tidak diketahui