وعندما أبصرك أنت، أوقن أن الحسن المعشوق ما هو إلا خيال الجنة الأخروية يناله من الدنيا إنسان في إنسان.
أنت وحدك أذقتني نشوة الظمأ إلى الأسرار القلبية، بما ذقته من لذة ظمئي إليك ولهفته، وأريتني جمال الشعر في خيالاتي العطشى الحائمة أبدا على نهر النور من جسمك، وعلى ذلك النبع الأحمر الصغير، نبع الياقوت المتفجر دائما بابتسام شفتيك، وجعلتني من وحي جمالك المتنزل على قلبي أشعر أن هذا الجمال السماوي أنشأ في صفة ملائكية ترفعني فوق إنسانيتي.
بهذه الصفة أراك في بعض ساعات قلبي تظهرين لي وكأن سرا من الكون يتجلى بك، ويقول لي من عينيك: المسني وانظرني فيها ...!
سر هادئ ناعم يتناثر في ألحاظك ألين من تنفس رشاش الأمواج المتطاير إلى بعيد: يكون كالهباء من البحر، ومع ذلك فهو أثر قوته وجبروته.
فيك يا حبيبتي من أبدع محاسن الكون، وزدت أنك أنت الحب ...!
زجاجة العطر
«وأهدى إليها مرة زجاجة من العطر الثمين وكتب معها»:
يا زجاجة العطر، اذهبي إليها، وتعطري بمس يديها، وكوني رسالة قلبي لديها.
وها أنذا أنثر القبلات على جوانبك: فمتى لمستك فضعي قبلتي على بنانها، وألقيها خفية ظاهرة في مثل حنو نظرتها وحنانها، وألمسيها من تلك القبلات معاني أفراحها في قلبي ومعاني أشجانها.
وها أنذا أصافحك، فمتى أخذتك في يدها، فكوني لمسة الأشواق، وها أنذا أضمك إلى قلبي، فمتى فتحتك فانثري عليها في معاني العطر لمسات العناق. •••
Halaman tidak diketahui