فقال المستر جرادجرايند: «بالعكس، جئت إلى هنا لأخبر المستر جوب بأن ماضي سيسيليا في السيرك، لا يصلح لمدرستنا، يجب ألا تأتي إليها في المستقبل، ولكن، طالما أن والدها تركها .. اسمح لي يا باوندرباي بكلمة معك.»
تكلم الرجلان معا لبرهة من الوقت، فحاول المستر باوندرباي أن يحث جرادجرايند على ألا يحتفظ بسيسي في المدرسة.
في تلك الأثناء، جاء مختلف أعضاء سيرك سليري إلى الحجرة، ووقفوا يتكلمون بأصوات هادئة. وأخيرا؛ قدم المستر سليري صاحب السيرك. وكان رجلا كبير الجسم، خشن الصوت. فثبت إحدى عينيه بينما تسرح العين الأخرى فيما حواليه.
فقال للمستر جرادجرايند، وهو يلهث: «هذه مسألة غير طيبة يا سيدي. سمعت أن المستر جوب وكلبه المدرب قد هربا. فهل بوسعك أن تفعل شيئا لهذه البنت المسكينة؟»
عند ذلك رجعت سيسي، فلما أبصرت الحجرة مليئة بالناس، وليس أبوها بينهم، انخرطت في البكاء، فأمسكها أعضاء السيرك وهدءوها.
وإذ كان المستر جرادجرايند رجلا متعقلا وعمليا، كعادته، تكلم يقول: «ليس من المهم أن نتوقع عودة ذلك الرجل، أو عدم عودته .. إنه هرب، وليس من المتوقع الآن أن يعود؛ هذا هو ما يتفق عليه كل واحد منا، على ما أظن.»
فقال سليري: «هذا متفق عليه، يا سيدي.» - «والآن، يا سيسيليا جوب، أريد أن أتكفل بك وأعلمك. والشرط الوحيد الذي أطلبه، هو ألا تتصلي بأي واحد من أصدقائك هؤلاء.»
عندئذ سأل المستر سليري سيسي عما إذا كانت تفضل البقاء معهم وتتعلم لتصير واحدة من عارضات السيرك.
بينما تفكر سيسي في هذا الموضوع، قال المستر جرادجرايند: «الملاحظة الوحيدة التي أبديها لك، يا سيسيليا جوب، هي أنه من الضروري جدا لك، أن تحصلي على تعليم عملي طيب؛ فحتى والدك نفسه، يبدو أنه عرف ذلك وشعر به.»
من الجلي أنه كان لهذه الألفاظ الأخيرة تأثير ملحوظ على سيسي. فتوقفت عن البكاء، وواجهت المستر جرادجرايند.
Halaman tidak diketahui