ارتبكت سيسي جوب أعظم ارتباك بهذا الطلب.
فقال المستر جرادجرايند: «لا تستطيع الفتاة رقم عشرين تعريف الحصان. لا تعرف الفتاة رقم عشرين أية حقائق عن حيوان من أكثر الحيوانات شيوعا. هل يستطيع أحد الأولاد تعريف الحصان؟ عرفه لنا، يا بيتزر
Bitzer .»
تحركت الإصبع الثابتة، هنا وهناك، ثم توقفت فجأة وهي تشير إلى بيتزر. ربما لأن بيتزر تصادف أن كان يجلس في نفس مسار شعاع الشمس الساقط على سيسي. كانت سيسي في نهاية صف البنات، في الجانب المشمس من تلك الحجرة الواسعة العارية، وبيتزر في نهاية صف الأولاد من الجانب الآخر تسقط عليه نهاية شعاع الشمس، وإذ كانت سيسي سوداء العينيين، وفاحمة الشعر، بدت تنال أحلك لون من ضوء الشمس، بينما كان ذلك الغلام زاهي العينين، وزاهي الشعر، حتى إن نفس الأشعة بدت تأخذ منه قليلا من اللون الذي يملكه. كانت عيناه زاهيتين وباردتين، وبشرته بيضاء تبدو كما لو كانت ستنزف دما أبيض إن جرحت. ويكاد شعره القصير يكون بلون بشرته.
تحركت الإصبع الثابتة، هنا وهناك.
فقال المستر جرادجرايند: «ما هو تعريفك للحصان، يا بيتزر؟» - «حيوان من ذوات الأربع، له أربعون سنا، يفقد جلده في الربيع، نعرف عمره بعلامات في الفم.»
هكذا (وأكثر من هذا) يا بيتزر.
فقال المستر جرادجرايند: «والآن، يا فتاة رقم عشرين، ها أنت ذي تعرفين ما هو الحصان.»
قالت: «نعم يا سيدي». وكان لونها ستشتد حمرته إن أمكن ذلك. وجلس بيتزر ثانية.
خطا الشخص الثالث إلى الأمام، وكان رجلا عظيما، موظفا حكوميا، ولديه دائما خطة يرغم الحاضرين على قبولها، كما لو كانت دواء يبتلعونه.
Halaman tidak diketahui