فنظرت الهانم صوب زوجها هاتفة: أسمعت؟ .. الجميع يتوقعون منا الجواب.
فقال زقلط وقسماته تزداد سماجة: شعلة تطفئها حفنة تراب، بودي أن أبدأ العمل!
فالتفتت هدى إلى جبل متسائلة: ألديك ما تقوله يا جبل؟
فقال وهو يداري ضيقه بالنظر في الأرض: الأمر منكم وإليكم يا سيدتي. - يهمني أن أعرف رأيك!
تفكر مليا وهو يشعر بنظرات الأفندي الحادة، ونظرات زقلط الممتعضة ثم قال: سيدتي، إني ربيب نعمتك، ولكني لا أدري ماذا أقول، فلست إلا أحد أبناء حمدان!
قالت هدى بحدة: لماذا تذكر حمدان ولا أب ولا أم ولا أقارب لك فيهم؟
وند عن الأفندي صوت ساخر مقتضب يشبه الضحك لكنه لم يتكلم. وبدا في وجه جبل أنه يعاني ألما صادقا، لكنه أجاب: كان أبي وأمي منهم، لا يمكن إنكار ذلك.
وقالت هدى: ما أخيب أملي في ابني! - معاذ الله، إن المقطم لا يستطيع أن يزحزحني عن الوفاء لك، لكن إنكار الحقائق لا يغيرها.
وقام الأفندي نافد الصبر وقال يخاطب زقلط: لا تضيع وقتك في سماع هذه المعاتبات.
فقام زقلط باسما، وإذا بالهانم تقول له وهي ترمي جبل بلحظ خفي: لا تجاوز المعقول يا معلم زقلط، نريد تأديبهم لا إبادتهم.
Halaman tidak diketahui