فاندلعت ألسنة الغضب من عيني الأفندي، وصاح: هذا وقف أبي وجدي ما لكم به صلة. إنكم تتناقلون الحكايات الخرافية وتصدقونها، وما لديكم دليل أو حجة.
فقال أكثر من صوت وضح بينها صوتا دعبس وتمر حنة: الجميع يعرفون ذلك. - الجميع؟ ما قيمة ذلك؟ لو تناقلتم فيما بينكم أن بيتي هو بيت فلان أو علان منكم، فهل يكفي هذا لاغتصاب بيتي يا هؤلاء؟ حارة حشاشين حقيقة! خبروني متى أخذ أحدكم مليما من ريع الوقف؟
فساد الصمت مليا ثم قال حمدان: كان آباؤنا يأخذون. - ألديكم دليل؟
فعاد حمدان يقول: قالوا لنا ونحن نصدقهم.
فهتف الأفندي: كذب في كذب، وتفضلوا غير مطرودين.
فقال دعبس بتصميم: أطلعنا على الشروط العشرة.
فصاح الأفندي: لماذا أطلعكم عليها؟ من أنتم؟ ما علاقتكم بها؟ - نحن المستحقون.
عند ذاك تعالى صوت هدى هانم حرم الناظر من وراء الباب وهي تقول: دعهم وادخل، لا تبح صوتك بمناقشتهم.
فقالت تمر حنة: كوني محضر خير يا ست هانم.
فقالت هدى هانم بصوت متهدج من الغضب: قطع الطرق لا يكون بالنهار والشمس طالعة!
Halaman tidak diketahui