وفتح فاه ليتكلم فبادره الرجل: اصدقني القول.
فأثرت به اللهجة إلى حد أنه قال فيما يشبه الصراحة: بدا لي تصرف والدي خطأ كبيرا، كما بدا لي عقابهما صارما شديدا.
فابتسم الجبلاوي قائلا: هذا هو شعورك على وجه التقريب، إني أمقت الكذب والخداع؛ ولذلك طردت من بيتي كل من لوث نفسه.
فاغرورقت عينا همام. فقال الجد: بدا لي أنك شاب نظيف، ولذلك استدعيتك.
فقال همام بصوت رطبته الدموع: شكرا يا سيدي!
فقال الجد بهدوء: رأيت أن أعطيك فرصة لم تتح لأحد ممن في الخارج، وهي أن تعيش في هذا البيت، وأن تتزوج به، وأن تبدأ حياة جديدة فيه.
فتتابعت دقات قلب همام في نشوة من الأفراح، ولبث ينتظر أنغاما جديدة يستكمل بها هذا اللحن البديع كالسميع الذي ينتظر الجواب بعد أن طرب للقرار، ولكن الرجل لاذ بالصمت. وتردد همام قليلا، ثم قال: الشكر لك على نعمتك! - إنك تستحقها.
واختلج نظر الشاب بين جده وبين السجادة، ثم تساءل في إشفاق: وأسرتي؟
فقال الجبلاوي في عتاب: قلت ما أريد بوضوح!
فقال همام باستعطاف: إنهم يستحقون رحمتك وعفوك!
Halaman tidak diketahui