فحدجه باحتقار شديد وقال: وهكذا انصعت إلى خيانة من فضلك على من هم خير منك.
فقال أدهم بصوت كالأنين: لن يسعفني دفاع عن ذنبي، لكن مغفرتك أكبر من الذنب والدفاع. - تتآمر علي مع إدريس الذي طردته إكراما لك؟ - لم أتآمر مع إدريس، لقد أخطأت، ولا نجاة لي إلا بمغفرتك.
وهتفت أميمة بتوسل: سيدي ...
فقاطعها قائلا: اخرسي يا حشرة.
وجعل يردد عينيه بينهما عابسا، ثم قال بصوت رهيب: اخرجا من البيت.
وهتف أدهم: أبي ...
فقال الرجل بصوت غليظ: غادرا البيت قبل أن تلقيا خارجا.
9
فتح باب البيت الكبير ليشهد هذه المرة خروج أدهم وأميمة مطرودين. خرج أدهم يحمل بقجة ملابس، وتبعته أميمة حاملة بقجة ثانية وأطعمة خفيفة. خرجا ذليلين حزينين باكيين بلا أمل. وعندما سمعا صوت الباب وهو يغلق خلفهما ارتفع صوتاهما بالنحيب. وقالت أميمة وهي تنشج: الموت دون ما أستحق من جزاء!
فقال أدهم بصوت متهدج: لأول مرة تصدقين، ولكن الموت دون ما أستحق كذلك!
Halaman tidak diketahui