79
دخل قاسم داره فوجد بها زكريا وعويس وحسن وصادق وعجرمة وشعبان وأبو فصادة وحمروش. تطلعوا إليه في إشفاق وصمت، ولما جلس إلى جانب زوجته قال عويس: ألم أنصحك؟
فقالت قمر في عتاب: مهلا يا عمي حتى يستريح.
فهتف الرجل: شر المتاعب ما تجيء صاحبها من نفسه!
وجعل زكريا يتفحص وجه قاسم بعناية ثم قال: أهانوك يا ابن أخي، إني أعرفك كما أعرف نفسي، ما كان أغناك عن هذا كله!
وقال عويس: لولا أمينة هانم ما رجعت إلينا سالما.
وقلب قاسم عينيه في وجوه صحبه وقال: خاننا المحامي اللئيم!
فتصلبت وجوههم، وتبادلوا النظرات في انزعاج، فسبقهم عويس إلى الكلام قائلا: انفضوا بسلام، وليحمد كل منكم الله على نجاته.
وسأله حسن: ما قولك يا ابن عمى؟
فتفكر قاسم قليلا ثم قال: لا أخفي عنكم أن الموت يتهددنا، وأني أعفي من معاونتي من يشاء.
Halaman tidak diketahui