بدت كفأر في مصيدة، لكنها أبت أن تستسلم.
فتساءلت: ألم تكن تعاطيت الكيف؟
فتجهم وجهه حزنا وقال: أنت لا تصدقينني يا قمر وأنا لا أطالبك بتصديقي.
فارتاعت المرأة وقالت: ليس بي شيء إلا أنني أخاف عليك، وأنت تعلم ما أعني، أخاف عليك وعلى بيتنا وابنتنا وسعادتنا، وإني أسائل نفسي: لماذا قصدك أنت بالذات؟ ولماذا لا يحقق إرادته بنفسه وهو صاحب الوقف وسيد الجميع؟
فتساءل بدوره: ولماذا قصد جبل ورفاعة؟
اتسعت عيناها، وتقلص ركن فمها كالطفل الموشك على البكاء، وغضت بصرها في جفول، فقال: أنت لا تصدقينني وأنا لا أطالبك بتصديقي.
فأجهشت في البكاء، واسترسلت فيه كأنما لتهرب من أفكارها. فمال قاسم نحوها، ثم مد يده إلى يدها فجذبها نحوه، وسألها في رقة: لماذا تبكين؟
فنظرت إليه خلال دموعها، وقالت وهي تشهق شهقات متقطعة: لأنني أصدقك، نعم أصدقك، وأخشى أن تكون أيام الراحة قد ولت.
ثم في صوت خافت مشفق: ماذا أنت فاعل؟
74
Halaman tidak diketahui