فتولاه انفعال طارئ وهو يقول: نعم.
فقالت بصراحة زنجية: جرب بختك واخطب سيدة حينا!
وبدا كل شيء غير نفسه. وتساءل: من تعنين يا سكينة؟ - لا تتجاهل ما أعني، فليس في حينا إلا سيدة واحدة. - ست قمر؟! - من دون غيرها؟
فقال بصوت متهدج: كان زوجها من الأكابر، ولست إلا راعي غنم! - لكن الحظ إذا ضحك ضحك معه كل شيء حتى الفقر.
وتساءل وكأنما يسائل نفسه: ألا يغضبها طلبي؟
قامت سكينة وهي تقول: لا يدري أحد متى ترضى النساء ومتى تغضب، فتوكل على الله.
ثم وهي تمضي: فتك بعافية.
رفع رأسه نحو السماء وأغمض عينيه كأنما دهمه نعاس.
69
حملق عم زكريا في وجه قاسم بذهول؛ ومثله فعلت زوجته، ومثلهما فعل حسن، وهم يستريحون في الدهليز أمام شقتهم عقب العشاء. وقال العم: قل كلاما غير هذا الكلام، عرفتك مثال العقل والكرامة على رغم فقرك، وعلى رغم فقرنا، فماذا انتاب عقلك؟
Halaman tidak diketahui