فصاح به جبل: لا شأن لي بذلك، وإنك لا تكره الظلم إلا إن وقع عليك؟!
فقالت الهانم بتأثر: نعم الرجل الأمين أنت يا جبل! ولشد ما أرجو أن تعود إلى بيتي.
فقال جبل بتصميم: سأقيم في ربوع آل حمدان. - إنها لا تليق بمقامك. - عندما يجري الخير بين أيدينا سنرفعها إلى مقام البيت الكبير ، وتلك رغبة جدنا الجبلاوي!
ورفع الناظر عينيه في شيء من التردد إلى وجه جبل وقال: إن ما بدر اليوم من أهل الحارة يهدد أمننا؟
فقال جبل باحتقار: لا شأن لي بما بينك وبينهم.
وإذا بدعبس يقول: إذا احترمت عهدنا فلن يجرؤ أحد منهم على تحديك!
فقال الناظر بحماس: سيسجل حقكم على رءوس الأشهاد!
وهنا قالت هدى برجاء: ستتناول يا جبل عشاءك معي الليلة، هذه رغبة أم!
وفطن جبل إلى ما ترمي إليه من إعلان المودة بينه وبين بيت الناظر، ولم يكن في وسعه أن ينبذ رغبتها، فقال: لك ما تشائين يا سيدتي.
42
Halaman tidak diketahui