Ilusi Minda: Bacaan dalam 'Novum Organum' oleh Francis Bacon
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Genre-genre
ويحمد لبيكون أنه أدرك أهمية الرفض والاستبعاد، واستبق وجهة النظر الحديثة القائلة بأن على المرء في مجال البحث العلمي ألا يكتفي بتأييد فرضيته، بل ينبغي بالأحرى أن يلتمس البيانات التي من شأنها أن تفند هذه الفرضية، لقد أدرك بيكون الأهمية الحاسمة للشاهد السلبي في المنهج العلمي، والدور المحوري الذي يلعبه التفنيد في مجال العلم، وهو في ذلك يعد مستبقا لفكرة التكذيب عند كارل بوبر، كما أنه استبق فكرة بوبر عن «الخدع التحصينية» التي يلجأ إليها البعض لإنقاذ النظريات من الدحض. يقول بوبر: إن من دأب البعض من أصحاب النظريات التي يتبين كذبها بالاختبار أن يظلوا متمسكين بها ولا يتخلوا عنها، وأن يقوموا بعملية أشبه بالترقيع النظري لإنقاذ النظرية من الدحض، ومن الوسائل المعهودة في ذلك: إدخال «فرض مساعد»
auxiliary hypothesis ، أو «فرض عيني (تحايلي)»
ad hoc hypothesis
على مقاس الشواهد المضادة ب «غرض» استيعابها داخل النطاق التفسيري للنظرية، مثل هذا الإجراء ممكن دائما وميسور لأية فرضية مهما بلغت عبثيتها وهشاشتها، غير أنه ينقذ النظرية من الدحض بقدر ما ينال من مكانتها العلمية ومحتواها المعلوماتي.
وثمة تحايل آخر لتفادي الدحض، وهو - ببساطة - أن تخرج «المثال المضاد»
counterexample
من التعريف نفسه، فإذا كنا مثلا بصدد العبارة الكلية: «كل الغربان سود» وجابهنا شاهد مضاد لغراب أبيض لأمكننا القول: «إن غرابا أبيض هو ليس غرابا على الإطلاق.»
مثل هذه الفروض التحايلية المقحمة والمناورات التعريفية هي نوع من الغش والمماحكة، وهي إجراءات رخيصة ومبتذلة، وعلى العالم الحق أن يتجنبها قدر المستطاع، ورغم أن الفروض العينية تستخدم بالفعل في بعض الأحيان وتؤدي إلى نجاحات كشفية كبيرة، فقد بذل بوبر جهده لتحديد القواعد المنهجية لاستخدام مثل هذه الطرق بحيث تكون مشروعة علميا وغير معطلة لتقدم المعرفة العلمية أو مطيلة لعمر نظريات بائدة لا تريد أن تتنحى وتفسح الطريق لفرضيات جديدة أكثر قوة تفسيرية وأكثر اقترابا من الحقيقة.
17
ويقول بيكون في ذلك: «... فإذا ما صادفنا مثال مضاد لم نلحظه من قبل ولم نعرفه، فإننا ننقذ المبدأ ونبقي عليه بواسطة تمييز عبثي حيث يكون التصرف الأقوم هو أن نصوب المبدأ نفسه.»
Halaman tidak diketahui