Augustinus: Pengenalan Ringkas Sangat
أوغسطينوس: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
بالنسبة إلينا الرب ليس هذا العالم، سواء أكانت هناك روح عالمية أم لا؛ فإذا كانت هناك روح عالمية، فالرب خلقها؛ وإن لم تكن هناك، فيستحيل أن يكون العالم رب أي أحد. ولكن حتى لو لم تكن هناك روح عالمية، فهناك قوة حياتية تطيع الرب وتعمل من خلال الملائكة (المراجعات).
لم يكن جعل العالم ربا المشكلة الوحيدة. مالت لغة فرفوريوس إلى تعيين موضع التفرد، لا في الأرواح بل في التمايز المادي. بالنسبة إلى أوغسطينوس كل روح متفردة بمصيرها الشخصي في مراد الرب. علاوة على ذلك، اعتبر أوغسطينوس أن المفهوم الإنجيلي للرب ينفصل عن التقليد الأفلاطوني؛ نظرا للتشديد على الإرادة وعلى الجوانب الإبداعية والأصلية والمتفردة. وعلى ذلك تطور معنى الشخصية وأمسى لا يعني فحسب اللامادي والسمة الداخلية للإنسان، بل كذلك ما هو مميز وغير مشترك. لقد أفصح التعريف الكلاسيكي للشخص الذي قدمه الفيلسوف بوئثيوس باعتباره «المادة الفردية للكائن العقلاني» تفصيلا عما كان يضمره أوغسطينوس بالفعل.
لم يكن مفهوم الثالوث السامي المستقر على قمة هرمية الوجود بالفكرة التي يمكن أن تسخر منها عقول الأفلاطونيين الجدد لفترة طويلة دون أن يسقط أصحاب تلك العقول في تناقضات ميئوس منها. ولقد عمل أفلوطين وفرفوريوس على هذا النحو بغيبيتهما المتعلقة بالواحد والعقل والروح العالمية. ويساعد ذلك في تفسير علة اعتبار أوغسطينوس في مؤلفه «حول الدين الحق» مذهب أن الرب هو الثالوث حقيقة يسهل الوصول إليها بيسر عن طريق المنطق الفلسفي، بينما لا يمكن فهم فكرة تجسد الإله إلا في تواضع الإيمان. وتعكس هذه النقطة تمسك أوغسطينوس الشديد بالفرضية المسيحية المسبقة التي مفادها أن التدفق التاريخي غير المنظم مرحلة من مراحل الكشف عن الذات الإلهية: تجسدت كلمة الرب المنقذة للإنسان، في جوهرها، في حياة تاريخية شخصية، والكلمة مشهودة عبر مجتمع مرئي تاريخي وفيه. ورغم أن أوغسطينوس كان أفلاطونيا، فإنه لم يعتقد أن الخلاص يكمن في تجريدات سرمدية؛ ولذا، كان بحاجة إلى نظرة تاريخية تنبع من إيمانه الديني المحوري وتعبر عنه، وتفسير يوفر في الوقت نفسه دفاعا عن الإيمان بالعناية الإلهية رغم كل كوارث التجربة التاريخية، ورغم استحالة تبني أي شيء سوى تقدير كئيب للوضع الحالي للطبيعة البشرية.
واعتبر أوغسطينوس التاريخ غاية المعرفة الدنيوية وأنه متمايز تماما عن الحكمة العليا. لكن الانفصال الأفلاطوني ما بين عالمي الحس والعقل يمكن تجاوزه بتطبيق المفهوم المسيحي للتاريخ باعتباره أشبه بسلم مقدس يستطيع الرب أن يستخدمه فيرفع الروح من الحياة النشطة إلى الحياة التأملية ومن الزائل إلى السرمدي عبر يسوع التاريخ الذي يصبح مسيح الإيمان (ردا على فاوست؛ الثالوث). وإننا نمر بواسطته على الدرب المؤدي إلى رؤية الأبدية السرمدية (العظات).
الفصل التاسع
مدينة الله
يرجع الصراع الجدلي بين المفكرين الوثنيين القدماء والمسيحية إلى القرن الأول (انظر أعمال الرسل). وجاء الرد على هجوم سلزوس الوثني في القرن الثاني الميلادي من قبل أوريجن في القرن الثالث. هاجم فرفوريوس بدوره أوريجن، وبداية من قسطنطين فصاعدا دان الأباطرة، بخلاف يوليان المضطرب الذي لم يعش طويلا، بالمسيحية. لكن أغلب أبناء الطبقة الأرستقراطية وأصحاب الأراضي الأثرياء، وكذلك الفلاحين الذين يعملون في أراضيهم، ظلوا متحفظين والتزموا بعبادة آلهة متعددة. ولا نقول بأن المفكرين آمنوا بالأساطير القديمة؛ فلطالما كان الأرباب الذين كان الناس يعبدونهم في المعابد محط سخرية على خشبات المسارح، وقوضوا على نحو أكثر تهذيبا في قاعات المحاضرات. لكن الطقوس كانت طرقا متلقاة لاستبقاء القوى غير المرئية على حالتها المستحسنة. لا شك أن الإهمال أدى إلى المجاعة والجفاف وانتشار الأوبئة والهزيمة العسكرية. وهجران تلك الطقوس يعني أنه يفترض أن لدى المرء داعيا يدعوه لاتباع طريقة عليا. وبالنسبة إلى كثيرين كان المهم أكثر من أي شيء التطهير الداخلي للروح، وكانت التضحيات والصور والطقوس الخارجية مهما كان نوعها محض تشتيت، ومجرد رموز على أحسن تقدير. وبالنسبة إلى آخرين، كانت الطقوس القديمة مهمة، وأمست أكثر أهمية إذ هاجمها المسيحيون. ومن الممكن القول بأن الأفلاطونيين الجدد بالقرن الرابع الميلادي كانوا ملتزمين بقدر كبير بالطقوس الوسواسية، وفي بعض الحالات كانت تصاحبها ظواهر إعجازية للدفاع عن معتقداتهم. ولقد تصرفوا بطريقة بدت وكأنها تشدد على تماهي الطائفة الوثنية من وجهة النظر المسيحية مع الشعوذة والسحر والتنجيم.
وفيما يتعلق بمسألة الطائفة (كما رأينا من قبل)، كتب فرفوريوس وجهتي نظر؛ فمن ناحية، أقر بأن الطقوس القديمة كان لها ثقل التقليد السحيق، ولا شك أنها استرضت أرواحا شريرة؛ ومن ناحية أخرى، مقت فرفوريوس القرابين من الحيوانات.
شكل 9-1: الإمبراطور يوليان المرتد.
وقرابة الفترة التي رسم فيها أوغسطينوس، أقرت السياسة الإمبراطورية سلسلة من المراسيم التي تقضي بغلق المعابد وحظر الذبائح الوثنية. ترتب على ذلك تولد الكراهية الشديدة للكنيسة. ووقع أكثر من حدث شغب ضد المسيحية أسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات. وفي روما قدم 410 أرستقراطيين وثنيين قرابين خاصة لتفادي قوطيي القائد ألريك، بينما كان رجال الدين المسيحيون يستجدون شفاعة بطرس وبولس ولورانس وغيرهم من القديسين الراعين للمدينة. نهب ألريك المدينة، لكن جنوده أبدوا احترامهم للكاتدرائيات المسيحية. وظن المسيحيون أن الكارثة وقعت بسبب وجود عدد كبير جدا من الوثنيين. ولام الوثنيون تجاهل المسيحيين للأرباب القدماء، وتساءلوا لم كانت الكوارث في العصور المسيحية أكثر عددا. ولقد أثار سقوط المدينة الخالدة في الرابع والعشرين من أغسطس عام 410، وهي التي كانت لها أهمية رمزية أعظم من أهميتها السياسية، نقاشا عن العناية الإلهية في التاريخ، وحوارا عن كون المسيحية على وشك أن تفضي إلى انهيار الإمبراطورية الرومانية. وفي ظل احتدام هذا الجدل، شرع أوغسطينوس في كتابة «عمل ضخم وشاق» سماه «مدينة الله»، طرح فيه أفكارا سبق أن ظهرت بالفعل في كتابه «حول الدين الحق» الذي ألفه وهو علماني، لكن طريقة الطرح الجديدة كانت أوسع من حيث المنظور.
Halaman tidak diketahui