178

Awdah Masalik

أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك‏

Genre-genre

وكانت بلاد برقة تسمى في أيام الروم أنطابلس (1) فسمتها العرب برقة لما فتحتها في صدر الإسلام لكثرة حجارتها المختلطة بالرمل. وفي المشترك (2):

وبرقة كل موضع فيه حجارة مختلفة الألوان، وولاية برقة تجاور (3) الديار المصرية، وهي بين ديار مصر وبين إفريقية، وبرقة ولاية طويلة وقد استولت عليها العرب، وليس بها في زماننا مدينة جليلة ممصرة. قال في العزيزي: ولبرقة جبلان يقال لأحدهما الشرقي وللآخر الغربي، فيها عدة ضياع نفيسة، وعيون ماء جارية، ومزارع وآثار بناء للروم جليل، وأسعارها في سائر الأوقات رخيصة جدا، ويحمل منها إلى مصر القطران والشراب والضأن الكثير، ولها ساحل ترسى به المراكب يقال له اجب (4)، ولها مدينة بها منبر وسوق وعدة محارس على ستة أميال من برقة، وساحل آخر يقال له طلميثا (5) وسنذكره.

بركان (6): بضم الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وكاف وألف ونون، جبل في البحر قبالة رومية، وهو جبل شامخ في [71 أ] السحاب، وقبالة رومية أيضا في البحر جبل آخر شامخ يقال له استنبرى، وقد مر تصحيحه في فصل الألف، ولا يزال يظهر من هذين الجبلين الدخان نهارا والنار ليلا، ومعنى بركان واستنبرى الرعد والبرق، وأما الإدريسي (7) فقال: البركان اسم لجبلين أحدهما في جزيرة منقطعة في الشمال عن صقلية، ولا يعلم في العالم أشنع منظرا منه، والثاني بصقلية في أرض وخمة خفيفة التربة كثيرة الكهوف، قال: ولا يزال يصعد من

Halaman 207