Awail Kharif: Kisah Seorang Wanita Anggun

Rasha Salah Dakhakhni d. 1450 AH
21

Awail Kharif: Kisah Seorang Wanita Anggun

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Genre-genre

تنهدت أوليفيا. وقالت: «إذن، لا بد أن أغلق باب غرفة المربية، حتى لا نوقظها.» ثم أغلقت الباب المؤدي إلى الغرفة التي كانت المربية العجوز نائمة فيها، وجلست عند طرف فراش ابنها، وبدأت تسرد على مسامعه شيئا فشيئا، بحرص وبكل ما تمكنت من استحضاره من مهارة، أسماء من حضروا الحفل، وما حدث فيه. أرادت أن تمنحه، هذا الفتى المسكين الذي كانت لديه فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة، كل أحاسيس الحياة التي كانت قادرة على استحضارها.

ظلت تتحدث وتتحدث، حتى لاحظت أن الصبي قد راح في النوم، وأن لون السماء فوق الأهوار قد بدأ يتحول إلى الرمادي والوردي والأصفر مع إشراق ضوء النهار.

الفصل الثالث

1

عندما قدمت أوليفيا لأول مرة إلى المنزل العتيق زوجة لآنسون بينتلاند، كانت بلدة دورهام، الواقعة إلى الداخل من منزل آل بينتلاند والبحر، محجوبة عن الأنظار، ومستترة وسط طية من الأرض تحدد البدايات الباهتة لجبال نيو هامبشاير. كان يسود الأجواء المحيطة قدر من السلام والسكينة: إذ كان المرء يعرف أن بين طيات الأرض البعيدة التي يعلوها برج أبيض مستدق الطرف تقبع بلدة هادئة ذات بيوت خشبية بيضاء اللون مبنية على امتداد شارع واحد يسمى «هاي ستريت» وهو الشارع الرئيسي الذي تظلله صيفا أشجار الدردار العتيقة. في تلك الأيام الخوالي، كان هناك قرية ريفية، شبه ناعسة، تعج بمنازل خاوية منتشرة هنا وهناك تتهالك ببطء - قرية تضاءل عدد سكانها ليصير أقل مما كان عليه قبل مائة عام. وظلت ناعسة وخاملة هكذا لمدة خمسة وسبعين عاما تقريبا، منذ اليوم الذي سلبت فيه من سكانها الشباب الأقوياء على يد مجموعة كبيرة من المواطنين المهاجرين. ووسط الحشائش الكثيفة التي تحيط بالمصلى الكنسي العتيق يوجد لوح رخامي سجل عليه الحدث بنقش نصه: «من هذا المكان، وفي الرابع عشر من أغسطس، عام ألف وثمانمائة وثمانية عشر، خرج القس يوشيا ميلفورد، قس هذه الكنيسة، مع مائة وتسعين فردا من أبرشيته، رجالا ونساء وأطفالا، متحصنين بإيمانهم بالرب القدير، لتنفيذ مشيئته وقدرته في برية المحمية الغربية.»

وتحت النقش حفرت أسماء تلك العائلات التي قطعت الرحلة لتأسيس بلدة جديدة فاقت دورهام الهادئة ثراء ورخاء مئات المرات. ولم يكن اسم بينتلاند بين هذه الأسماء؛ لأن آل بينتلاند كانوا أثرياء حتى في عام ألف وثمانمائة وثمانية عشر، وكانوا يقضون فصل الشتاء في بوسطن وفصل الصيف في دورهام، على الأرض التي سلبها من البرية الرعيل الأول من الأسرة.

ومنذ ذلك اليوم وحتى وصلت الطواحين إلى دورهام، غرقت القرية تدريجيا في حالة من الخمول، وبعد فترة وجيزة انتهت الكنيسة نفسها، بعد أن جردت من سطوتها، وتحولت إلى متحف مترب يمتلئ بالأثاث المنزلي الأمريكي القديم وعجلات الغزل - وهو مكان نادرا ما يزوره أحد ويطليه المجلس البلدي على مضض كل خمس سنوات؛ لأنه كان يشتهر بكونه معلما تاريخيا. وقد تحولت عائلة بينتلاند منذ زمن بعيد إلى عقيدة الموحدين الواهنة أو العقائد الأكثر توافقية وتساهلا الخاصة بالكنيسة الأسقفية الأمريكية.

أما الآن، وبعد ما يقرب من عشرين عاما على مجيء أوليفيا إلى منزل عائلة بينتلاند، عادت القرية مفعمة بالحيوية والنشاط، لدرجة أنها كانت قد تجاوزت بقعتها الصغيرة من الأرض وامتدت على جانب الرابية المتاخم للبحر، في صفوف مستقيمة منبسطة من البيوت الجصية القبيحة، التي تشغل كل منها أسرة صغيرة من أسر عمال الطواحين البولنديين. وداخل البلدة نفسها، عبر شارع هاي ستريت من أعلى البرج المستدق للمصلى العتيق، ترى كنيسة جديدة، مبنية من الجص والخشب المطلي باللون الأخضر وتابعة لكنيسة روما العظيمة. وفي المنازل الخشبية العتيقة على امتداد شارع هاي ستريت كانت لا تزال توجد بقية باقية من الأسر القديمة ... من أمثال السيدة فيذرستون العجوز، التي اتخذت من الغسيل اليدوي مهنة تعول بها أربعة أحفاد مرضى ما كان ينبغي لهم أن يأتوا إلى هذه الحياة من الأساس؛ والآنسة هادون، وهي امرأة عجوز غريبة الأطوار ترتدي دوما عباءة سوداء وتعيش على إعانة من العجوز جون بينتلاند عليها بصفتها من الأقارب البعيدين للعائلة؛ وهاري بيكهان، نجار القرية؛ والسيدة مالسون العجوز، التي تعيش بمفردها في منزل عتيق رطب وبسيط وجميل يزخر بقطع من اليشم والعاج جلبت من الصين على متن سفن جدها التجارية؛ والآنسة مورجاترويد، التي حولت منذ وقت طويل منزلها الصغير إلى مقهى متهالك. وبقوا متناثرين هنا وهناك، قلة من الأحفاد اللطفاء المعدمين والمساكين المنحدرين من نسل أولئك المستوطنين الأوائل الذين جاءوا إلى البلدة مع آل بينتلاند.

إلا أن الطواحين غيرت كل شيء، تلك الطواحين التي ضخت الثروة في جيوب عشرات العائلات الثرية التي كانت تعيش في فصل الصيف على بعد أميال قليلة من دورهام.

حتى الريف نفسه كان قد تغير. لم يعد أي من أهالي نيو إنجلاند يملكون أراضي. وأحيانا عند التجول عبر الأزقة، كان المرء يصادف واحدا من تلك البقية من ذلك العرق، بوجه طويل وسخيف جالسا على جدار حجري يلوك مضغة عشب؛ ولكن ذلك كان كل شيء؛ فالآخرون كان قد انتهى بهم الحال قبل فترة طويلة في طواحين مدينتي سالم ولين أو غيبهم الموت، نتيجة الإفراط في زواج الأقارب وسوء التغذية. ووقعت القلة المتبقية من المزارع في أيدي البولنديين والتشيكيين، الذين كانوا أناسا يتمتعون بالصلابة والقوة وينقصهم التحضر في ارتباطهم الوثيق بالأرض والحيوانات التي تحيط بهم، وكانوا يتسمون بقوة الأجساد، ولم يكونوا أخلاقيين جدا، وصنعوا معجزات في أرض منطقة نيو إنجلاند الصخرية القاحلة ووقفوا خلف جدرانهم يحدقون بعيون مفتوحة على اتساعها في الأشخاص العظماء مثل آل بينتلاند وهم يمتطون خيولهم ويرتدون معاطف زهرية اللون وتحيط بهم كلاب صيد الثعالب التي تهتز ذيولها في عصبية. وعادت المزارع القديمة الأخرى، واحدة تلو الأخرى، إلى أحضان البرية بحيث يكون هناك متسع للخيول والكلاب لتلاحق الثعالب وأجولة اليانسون.

Halaman tidak diketahui