Awail Kharif: Kisah Seorang Wanita Anggun
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Genre-genre
كانت غرفة مربعة كبيرة تنتمي إلى الجزء القديم من المنزل الذي كانت قد بنته عائلة بينتلاند التي جنت ثروتها من تجهيز السفن المسلحة وممارسة نوع من القرصنة على التجار البريطانيين؛ غرفة أصبحت بمرور السنين أشبه بمتحف مليء بالآثار والهدايا التذكارية لعائلة يمكن تتبع أصولها لثلاثمائة عام إلى صاحب متجر صغير منشق وصل إلى ساحل نيو إنجلاند الكئيب بعيد وصول المهاجرين الأوائل أمثال مايلز ستانديش وبريسيلا ألدن. كانت غرفة تستخدمها كثيرا العائلة كلها وتبدو بالية الشكل لكنها سائغة المنظر، مما يعوض القبح والتناقض الناجم عن مجموعة الصور والأثاث. كان بها مقعدان أو ثلاثة من طرازي شيراتون وهيبلوايت، وطاولة قديمة أنيقة مصنوعة من خشب الماهوجني، وأريكة فخمة وكرسي هزاز ضخم مجهول الطراز، ومصباح برونزي بشع كان هدية من السيد لونجفيلو إلى والدة العجوز جون بينتلاند. وكانت بها أيضا لوحتان قبيحتان بالألوان المائية - إحداهما لنهر التيبر وقلعة سانت أنجلو، والأخرى لقرية إيطالية - رسمتهما الآنسة ماريا بينتلاند أثناء جولة في إيطاليا عام 1846، وكرسي محشو مزدان بشراريب قماش، مهدى من الكولونيل هيجينسون العجوز، ونقش جاف على الفولاذ لتوقيع إعلان استقلال الولايات المتحدة كان معلقا فوق رف المدفأة الأبيض، ومجموعة كاملة من مؤلفات وودرو ويلسون عن تاريخ الولايات المتحدة مهداة من سيناتور لودج (الذي تشير إليه العمة كاسي دوما ب «السيد لودج العزيز»). في هذه الغرفة، جمعت تذكارات من الزيارات الطويلة التي قام بها السيد لويل والسيد إيمرسون والجنرال كورتيس وغيرهم من سكان نيو إنجلاند الطيبين، جميع الهدايا التذكارية التي كانت أوليفيا قد تركتها بالضبط كما وجدتها عندما أتت إلى المنزل الكبير عروسا لآنسون بينتلاند؛ ومن منظور أولئك الذين كانوا يعرفون الغرفة والعائلة لم يكن ثمة أي شيء قبيح أو سخيف بشأنها. كانت ذات طابع تاريخي. عند دخولها، يكاد المرء يتوقع أن يظهر له مرشد سياحي ويقول: «يوما ما كتب السيد لونجفيلو على هذا المكتب» و«كان هذا هو الكرسي المفضل للسيناتور لودج.» كانت أوليفيا تعرف كل قشة في هذه الغرفة ويربطها بها إحساس قوي بالألفة.
فتحت الباب بهدوء ووجدت أن الأنوار لا تزال مضاءة، والأمر الأغرب، أن زوجها كان جالسا إلى المكتب القديم محاطا بالكتب العتيقة والخطابات والأوراق المصفرة التي كان يجمع منها بجهد جهيد كتابا بعنوان «عائلة بينتلاند ومستعمرة خليج ماساتشوستس». تفاجأت لرؤيته؛ لأنه كان معتادا على التوقف عن العمل في موعد محدد هو الحادية عشرة مساء كل ليلة، حتى في مناسبة كهذه. كان قد اختفي قبل ساعات من الحفل الراقص، وكان لا يزال جالسا هنا مرتديا بذلة السهرة، رغم أن الوقت كان قد تجاوز منتصف الليل بكثير.
كانت قد دخلت الغرفة بهدوء شديد لدرجة أنه لم يسمعها، وللحظة ظلت تنظر إليه في صمت، كما لو أنها لم تقرر ما إذا كان ينبغي أن تتحدث أم تنصرف في هدوء. أما هو فكان جالسا موليا ظهره إليها؛ بحيث بدا الكتفان المنحنيان والرقبة النحيلة المجعدة والرأس الأصلع إلى حد ما واضحين في خلفية الجدران الخشبية البيضاء. وفجأة، وكأنه أدرك كونه مراقبا، استدار ونظر إليها. كان رجلا في التاسعة والأربعين من عمره لكنه يبدو أكبر من سنه، ذا وجه طويل وملامح صارمة مثل وجه العمة كاسي - وجه وسيم لكنه يبدو عليه الإرهاق والشحوب نوعا ما - وعينين صغيرتين مستديرتين لهما لون الخزف الأزرق الفاتح. عند رؤيته لأوليفيا، ارتسم على وجهه تعبير عابس يدل على الحنق ... تعبير كانت تعرف جيدا أنه يرتسم على وجهه عندما ينوي الشكوى من شيء ما.
قالت بهدوء، متعمدة استخدام نبرة توحي بأنها لم تلاحظ أي شيء غير عادي: «أطلت السهر.»
رد قائلا: «كنت أنتظر التحدث معك. أريد أن أتحدث معك. من فضلك اجلسي للحظة.»
بدت طريقة تعامل أحدهما مع الآخر غريبة إلى حد ما، وكأنه لم تكن توجد أي مودة بينهما ، حتى قبل سنوات عندما كان طفلاهما صغيرين. ومن ناحيته اتصف أسلوبه أيضا بالتكلف المتسم بالحدة والعصبية، أسلوب غريب وفيكتوري متعجرف إلى حد ما، وبه لمسة غريبة من الجبن. كان رجلا من النوع الذي ربما لا يقدم دوما على فعل الصواب، لكنه يفعل ما تعتبره عشيرته «صوابا».
كانت هذه هي المرة الأولى التي يتبادلان فيها محادثة منذ الصباح، وهي محادثة بدت من النوع النمطي الذي تكرر يوما بعد يوم على مدار سنوات عديدة. عندما كان يقول إنه يريد التحدث إليها، كان هذا عادة يعني أن ثمة شكوى ما من الخدم، وغالبا من هيجينز، الذي كان يبغضه بشدة لدرجة غريبة لا يمكن تفسيرها.
جلست أوليفيا، منزعجة لأنه اختار هذا التوقيت وهي متعبة، ليبدي تعليقا تافها بشأن أمور تتعلق بأعمال المنزل. وبدون تفكير مسبق من ناحية ومن ناحية أخرى من منطلق معرفتها المباغتة والغاضبة بأنه سيشعر بالضيق لرؤيتها تدخن، أشعلت سيجارة؛ وبينما كانت جالسة هناك، منتظرة حتى يمحو بحرص شديد كل ما كان بالصفحة التي كان يكتب فيها، شعرت ببطء برغبة غريبة غير معتادة في التصرف بشكل غير مقبول، في أن تخلق بطريقة ما نوعا من الإثارة من شأنه أن يقضي ولو للحظة على ذلك الشعور بالملل الذي كان يغمرها؛ ومن ثم تهدئ أعصابها. فكرت قائلة: «ماذا حدث لي؟ هل أنا واحدة من أولئك النساء اللاتي يستمتعن بافتعال المشاكل؟»
نهض من كرسيه، بقامته الطويلة جدا وجسده النحيل، وكتفاه منحنيتان، ونظر إليها بعينيه الشاحبتين وقال: «يتعلق الأمر بسيبيل. أعلم أنها تذهب لركوب الخيل كل صباح مع هذا الرجل الذي يدعى أوهارا.»
أجابت أوليفيا بهدوء قائلة: «هذا صحيح. إنهما يذهبان كل صباح قبل الإفطار، وقبل أن يخرج بقيتنا من المنزل.»
Halaman tidak diketahui