13 أيلول/سبتمبر 1950
مناجاة
رب! سبحت لك الخلائق في الأزل، ونطقت بذكرك منذ الخلق الأول، ودارت الأفلاك بحمدك، وسطعت الكواكب بنورك، وسار القمران ثناء عليك، وتعاقب الملوان تقديسا لك، وهبت الرياح بنفحاتك، وتلألأ البرق من سبحاتك، وسار السحاب بقدرتك، وهطل الغيث برحمتك، وتلاطمت البحار في جلالك، واطردت الأنهار من نوالك، والجبال راسيات بأمرك، مائلات لحكمك، والغابات رائعة بجمالك، مورقة بأفضالك، والرياض سطور نظامك الباهر، وإبداعك القادر، والطير ألسنة حمدك وشكرك، ونغمات مزاهرك، وأناشيد مآثرك.
أنت لهذا النظم بيت المطلع
وأنت أنت فيه بيت المقطع
والحيوان الأعجم مسير بإلهامك، شاكر لإنعامك، سائر بهديك، ناطق بذكرك، مسبح بحمدك
تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده .
رب! والإنسان صنعك الرائع، وبرهانك القاطع، روح الخليقة المشوق إليك، وبصرها الطامح نحوك. رأى نورك فسار، وبهره جلالك فحار. أنت قصده وإن ضل، وطلبته حيثما حل، يبين عنك قاصدا أو معتسفا، وينطق باسمك صحيحا أو محرفا، وينشد شعرك موزونا أو مضطربا، ومعجما أو معربا:
وألسنة الأكوان إن كنت واعيا
شهود بتوحيدي بحال فصيحة
Halaman tidak diketahui