أيها الإخوان، مضى فيصل الأول بعد أن أدى أمانته، ولحق به غازي وهو يسير للمجد سيرته، وقد أورث الله فيصلا الثاني جهاد جده، وطموح أبيه. وإن لنا فيه لعزاء، وإن لنا فيه لخلفا، فلتحطه النفوس، ولترعه الأفئدة، ولتجتمع حوله الأفكار والآمال، والعزائم والأعمال، وكل ما في العراق وما في العرب من ود ووفاء، وإخلاص وبر وكرم، حتى يترعرع ملكا كريما في رعاية الله، وحضانة أمته ووفائها وإخلاصها، ترجو فيه العراق والعرب جميعا كوكبا تأوى إليه كواكبه، وسيدا قئولا فعولا لما سن السادة الكرام من آبائه.
وإن في حكمة أهل العراق ووفائهم، وإن في هممهم وعزائمهم لضمانا للمستقبل الوضاء، والمجد الباسم، بعد هذه الخطوب المكفهرة، والوقائع العابسة.
بني قومنا تقسو الخطوب وتربد
ويشرق في أعقابها الصبر والمجد
وإن ظلام الليل يتلوه صبحه
وبعد غروب النجم إشراقه يبدو
وبعد محاق البدر نور هلاله
وبعد طلوع النحس يرتقب السعد
وبين ظلام النقع نصر منور
لمن صابر الأهوال والبأس محتد
Halaman tidak diketahui