لا أدعو إلى أن يصير الأدباء فنا واحدا في البيان، وأسلوبا عاليا في الكتابة، ولكن أخشى أن تذهب السرعة بالإتقان، وتطغى التجارة على الإحسان، ويمتحن الكتاب حتى يروا حسنا ما ليس بالحسن، ويجرفهم السيل فيتجهوا حيث يريد الناس لا حيث يريدون، وينتقل الزمام من يد القائد إلى يد المقود، ويسير الإمام خلف المأموم، فتنبهم الغايات، وتلتبس الطرق، وتشتبه الأعلام. وما ظنك بجماعة تسير على غير سبيل إلى غير غاية؟!
المنصور بن أبي عامر
مفخرة من مفاخر التاريخ العربي، ومثل من الهمة الطامحة، والنفس الهمامة، والعزم الذي لا يفل.
1
ينتسب إلى قبيلة معافر إحدى قبائل اليمن. دخل جده عبد الملك بن عامر الأندلس
1
في جند طارق بن زياد، وأقام بعد الفتح في الجزيرة الخضراء، فكان له ولبنيه شأن. واتصل أبو عامر جد المنصور بالخلفاء في قرطبة، وعدت أسرة أبي عامر في أسر الوزراء. وكان أبو حفص والد المنصور متألها زاهدا، شغل بالحديث عن خدمة الخلفاء، ومات قافلا من الحج، فدفن بمدينة طرابلس.
وأم المنصور من أسرة تميمية؛ أسرة بني برطال. ويقول القسطلي في المنصور:
تلاقت عليه من تميم ويعرب
شموس تلالا في العلا وبدور
Halaman tidak diketahui