2
بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة المخزومي، وهو جد إسماعيل المذكور الذي كانت عنده النعل، ثم ذكر نعلا أخرى كانت بالمدينة، عند فاطمة بنت عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما)، ولم يفصح عما صار إليه أمر هاتين النعلين بعد ذلك.
نعل كانت بالأشرفية بدمشق
ذكروا أنها كانت عند بني أبي الحديد يتوارثونها، ثم صارت للملك الأشرف موسى بن العادل الأيوبي، فجعلها في دار الحديث الأشرفية التي أنشأها بدمشق
3 ، وقد أشار إليها ابن كثير في البداية والنهاية ص6 في كلامه على النعل النبوية بقوله: «واشتهر في حدود ستمائة وما بعدها عند رجل من التجار يقال له: ابن أبي الحديد نعل مفردة، ذكر أنها نعل النبي
صلى الله عليه وسلم ، فسامها الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب المذكور، فأخذها إليه وعظمها، ثم لما بنى دار الحديث الأشرفية إلى جانب القلعة، جعلها في خزانة منها، وجعل لها خادما، وقرر له من المعلوم كل شهر أربعين درهما، وهي موجودة إلى الآن في الدار الأشرفية».
ونقل سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان (ج8 ص471) خبر مصير هذه النعل إلى الأشرفية عن الملك الأشرف نفسه فقال في ترجمته الواردة في وفيات سنة 635 ما نصه: «وكنت عنده بخلاط، فقدم علينا النظام ابن أبي الحديد ومعه نعل النبي
صلى الله عليه وسلم ، فعرفته بقدومه فقال يحضر، فلما دخل عليه ومعه النعل قام قائما ونزل من الإيوان وأخذ النعل فقبلها ووضعها على عينيه وبكى، وخلع على النظام وأعطاه نفقة وأجرى عليه جراية، وقال: تكون في الصحبة نتبرك بك. وانفصلت عن خلاط، وأقام عنده، فبلغني أنه قال: هذا النظام يطوف البلاد وما يقيم عندنا، وأنا أوثر أن يكون عندي قطعة منها، ثم بات يفكر ورجع عن ذلك الخاطر، ولما أخذ دمشق حكى لي قال: عزمت على أخذ قطعة منها، فقلت: ربما يجيء بعدي من يفعل مثل فعلي فيتسلسل الحال ويؤدي إلى استئصالها بالمرة، فتركتها وقلت: من ترك شيئا لله عوضه الله أمثاله، ثم أقام عندي النظام شهورا، واتفق أنه مات وأوصى لي بالنعل فأخذت النعل بأسرها، ولما فتح دمشق اشترى دار قيماز النجمي وجعلها دار حديث وترك النعل فيها، ونقل إليها الكتب الثمينة، وأوقف عليها الأوقاف الكثيرة» ا.ه. وذكر المقري في فتح المتعال رجلا اسمه أحمد من بني أبي الحديد الذين كانوا يتوارثون هذه النعل رأى اسمه في استجازة من الشيخ المحدث أبي عبد الله البرزالي تاريخها سنة 609 منعوتا بصاحب نعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
4 ، ثم نقل عن تاريخ البدري في الملك الأشرف ما صورته: «وقد كان شجاعا كريما جوادا محبا للعلم وأهله، لاسيما أهل الحديث ومنادمة
Halaman tidak diketahui