Artifak Mesir dalam Sastera Arab
الآثار المصرية في الأدب العربي
Genre-genre
2
ويدل الشعر على لهفة الشاعر أن يبقى للفراعنة جلالهم، وألا يستباح لهم وقار.
ويقف شوقي أمام هذه الهياكل كما وقف إسماعيل صبري معجبا بما لها من جلال وروعة، فيتساءل عن أصحاب هذه الهياكل التي ارتفع بها الباني، حتى رسا أصلها في الأرض، وارتفع ذراها إلى الثريا في السماء. لقد بدا بعضها كالحصن، وبعضها كالجبل الأشم. إنها تظهر جديدة كأول العهد بها، ومن حولها يبدو القدم على كل شيء حتى على الأرض الفضاء.
إنها هياكل ضخمة يحس الشاعر كأن الدنيا متعبة بحملها، وكأن الأرض ضيقة عن سعتها. وهي أبعد من أن تصل إليها يد الفناء، لا يدري كيف يصل إليها أو يتمكن من تحطيمها، ولم لا وهي ثابته في الأرض كأنها الطود قد نهض محلقا في السماء. وإذا كانت قد بنيت بالظلم، فإنه ظلم مشرق مضن، لم يرهق الملوك أمما بمثلها؛ لأنها فخر خالد للأمم، وذكر لا يبيد.
لقد فتن الناس بهذه الهياكل؛ يحج إليها القاصي، ويرمقها المقيمون بعين من الإكبار والتبجيل، وزادها مر العصور مهابة وجلالا، يحس بهما الزائر، ويشم فيها عبير القدم.
ولكنه يرى التماثيل على سررها متقابلة، قد لبست رداء من الذل والإهمال، قد علاها التراب، وما كان يفوح منها سوى رائحة العطر وأخلاط الطيب. لقد وطئت حجراتها المقدسة، وهتك البلى أستارها ومزقها، وأفنى الزمان حليها وزينتها، ومع ذلك حسنها باق، وشبابها دائم.
لقد كان لهذه التماثيل معان يدركها عبادها، وقد نسيت هذه المعاني، فلو بعث فرعون وعاد إلى الحياة لعجب من أن هذه التماثيل لم يعد الناس يدركون معانيها، أو يفهمون ما ترمز إليه، وفي هذا يقول شوقي:
ولمن هياكل قد علا الباني بها
بين الثريا والثرى تتنسق
3
Halaman tidak diketahui