5
حظيرة
6
الأعراض والعروض، ومحراب السنن والفروض، سيد اأديم، صفحاته التاريخ الكريم، وبوغاؤه عظم الأبوة وإنه لعظيم، وعلى جوانبه الدولة وهي حسب الأمم الصميم؛ وثم كرائم الأموال والأنفس وهي غوال، وثم ثمرات الرجال وضنائنهم اللاتي خلف الحجال. فيا عجبا كيف يجحد الأوطان الجاحد، أو يزعم أن الأرض كلها وطن واحد؛ قضية تضحك النم في قراها، والنحل في خلاياها؛ وينبئك عنها السمك إذ اتخذ من البحر وطنا شائعا، فولد مهدورا وعاش ضائعا، صغاره طرائد، وكباره موائد، ويتصيد بعضه بعضا إن أبطأ الصائد.
والوطن شركة
7
بين الأول والآخر، وبين الحضر والغابر، لا يرث لها عقد، وإن تطاول العهد، مؤسسة بالمهد حينا وباللحد؛ يدخلك فيها الميلاد، ولا يخرجك منها النفاد، فقد تضرم النار وأنت هامد كالرماد، وقد تحيا بك الديار وأنت بواد والحياة بواد. والوطن مستودع المفاخر وصوان المآثر، وخزانة الأعلاق والذخائر، لكل متقن منها موقعه، ولا ينبو بصالح فيها موضعه؛ الهرمان لديها معظمان، و«وشيخ البلد» شيخ الصناعة على الزمان؛ وعندها سيف «علي» ومغارسه، وقناة «إسماعيل» ومدارسه، وفيها القصائد البارودية، وليس فيه الخطب النديمية؛ تلك لقربها من كلام الحكمة، وهذي لبعدها عن الإتقان والحشمة؛ فيا لك خزانة تميز الصحاح من الزيوف، وتعرف الضيفن من الضيوف، وتحجب العصي وتأذن للسيوف.
8
صحيفة الأخبار، وكتاب الأبرار، وسجل الهمم الكبار، أسماء المحسنين فيه مرفوعة، وأفعالهم مثل للخلف منصوبة، وحروف بماء الذهب مكتوبة؛ فإذا أتت السنون، ودارت على الرجال المنون، ولحقت بالمشايع الشيع، وذهب المتبوع والتبع؛ ونامت الحرابي
9
Halaman tidak diketahui