112

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الطبعة الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Genre-genre

ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، ــ فهذا فيه دليل على أن وليّ الأمر يوصي قُوَّاده ويخط لهم الخِطط النافعة التي يسيرون عليها في مهمّتهم، ولا يتركهم لأنفسهم يذهبون بدون وصية، وبدون إرشاد، وبدون وضع خطة يسيرون عليها. وقال: "انفذ على رِسْلِك" "انفذ" يعني: أمض "على رِسْلِك" يعني: على هيّنتك، لا تُسرع في المشي، ولا يكون هناك أصوات أو صخب، بل يكون هناك هدوء تام، وسير بالرفق. فهذا فيه دليل على مشروعية الهدوء في الجهاد، وترك العجلة ورفع الأصوات، لأن ذلك يدل على الثبات والشجاعة، ويدل على التدبر في الأمر، وعدم العجلة والتسرع، بخلاف الطيش والركض ورفع الأصوات، فإن هذا يدل على الجبن، ويدل على عدم الثبات. "حتى تنزل بساحتهم" الساحة يُراد بها: ما قَرُب من المكان، أي: حتى تنزل قريبًا من الحصن، وهذا فيه أن المجاهدين ينزلون قريبًا من البلاد المحاصرة، ويقربون منها. وقوله: "ثم ادعهم إلى الإسلام" هذا محل الشاهد من الحديث للباب، "باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله". حيث قال: "ادعهم إلى الإسلام" فهذا فيه دليل على وجوب الدعوة إلى الإسلام، وأن العدو يُدعى قبل أن يُقاتل، ولا يُبدأ بالقتال قبل الدعوة. والإسلام هو: الاستسلام لله بالتّوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله، هذا هو الإسلام، انقياد مع خضوع وتعبد لله تعالى، من لم يستسلم لله كان مستكبرًا، ومن استسلم لله ولغيره كان مشركًا، ومن استسلم لله وحده كان موحّدًا مسلمًا. "وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه " يعني. اشرح لهم معنى الإسلام، وبينّه لهم، وما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وغير ذلك من أركان الإسلام، فلا يكفي الدعاء إلى الإسلام

1 / 116