وأحدهما شوان. وهذه الجبال كلّها لغامد، ولخثعم ولسلول، ولسواءة بن عامر، ولعنزة. وكل هذه الجبال تنبت القرظ، وهي جبال متقاودة بينها فتوق.
وقال الشاعر يصف غيثًا:
أنجدَ غوريٌّ وحنَّ متهمهُ
واستنَّ بينَ ريقَّيهِ حنتمه (^١)
وقلت أطراف السَّراة مطعمهُ
وفي جبال السراة الأعناب، وقصب السكر، والقرظ، والإسحل وفي كلّ هذه الجبال نبات وشجر من الغرب والبشام، إلا يسوم وقرقد، فإنهما لا ينبتان غير النّبع والشّوحط، ولا يكاد أحد يرتقيهما إلا بعد جهد، وإليهما تأوى القرود، وإفسادها على أصحاب قصب السكر (^٢) كثير. وفي هذه الجبال أوشال عذاب وعيون، غير قرقد ويسوم فليس فيها إلا ما يجتمع في القلات (^٣) من مياه الأمطار، بحيث لا ينال ولا يعرف مكانه.
وقال الشاعر في يسوم وقرقد:
سمعتُ وأصحابي تحثُّ ركابهم … بنا بين ركنٍ من يسومَ وقرقد (^٤)
فقلت لأصحابي قفوا لا أبا لكم … صدورَ المطايا إنَّ ذا صوتُ معبدِ (^٥)
والطريق من بستان ابن عامر إلى مكة على (قفل). وقفل: الثنية التي