لهما اشكاب اللص بجوخى، فسرق الأشقر فذهب به، وجاؤوا بالرؤاسي إلى الحجاج، فبعث به الحجاج إلى عبد الملك، فاستوهبه منه بشر بن مروان أخوه، فوهبه له. فكانت خيل عبد الملك بن بشر من بنات الرؤاسي، فكانت سوابق الخيل بالعراق.
وكان يوسف بن عمر يجري الخيل، فسبقه عبد الملك بن بشر ببنات الرؤاسي. وقيل ليوسف بن عمر: ألا تجري الخيل؟ فقال: لا أتعنّى، وأبعث بالسبق إلى عبد الملك، فلم تزل عند عبد الملك بن بشر، فحمل بعضهن على بعض فرققن.
وقادهن عبد الملك بعد إلى بنات الذائد بالشام فسبقتها الذائدية، فلما قصّرت الرؤاسية مع الذائدية-وذلك لأنهن رققن وضعفن، وكانت الذائدية أغلظ منها وأقوى-فاغترّتها بقوتها.
قال أبو يحيى: وإنما سمي الرؤاسي؛ أن رجلا من بني سليم يقال له عبد الملك رأس، استوهب ما في بطن الحميراء من معقل بن عروة فوهبه له، فلما وضعته أعجب به معقل بن عروة، فقال لعبد الملك رأس: دعه العام وأهب لك ما شئت. . فأبى، فقال معقل: إذا لا ألبئه لك (١)، قال هاته، فأخذه واشترى له برذونة حين وضعت، فألبأه منها.
ثم صنعه حتى أجذع، فأرسله فلم يصنع شيئا (٤/أ) ثم أثنى، فأرسله فلم يصنع شيئا، فأعاره رجلا من دهاقين أهل خراسان، فابتذله الدهقان حتى أربع، فانتسب الفرس بعد ما ابتذل فكان سابقا به. انتسب:
أي رجع إلى نسبه وعرقه.
_________
(١) أي لا أرضعه اللبأ وهو أول اللبن.
1 / 40