وثبا أطلال، فالتفتت إليه، فقال: وثبا وربّ الكعبة. وكان عرض النهر أربعين ذراعا (١). فقال الشماخ (٢):
لقد غاب عن خيل بموقان أسلمت ... بكير بني الشدّاخ فارس أطلال
وقد كان يروي سيفه وسنانه ... من العلق الدامي لدى المجحر التالي (٣)
١٣ - الأغرّ (٤):
فرس معاوية بن ثور البكّائي. قال خداش بن زهير يرثيه ويذكر الأغرّ:
ولدى ربيع إن سألت بلاءه ... بلوى كريم غير قيل البطّل
إذ يستغيث وهنّ مكتنفاته ... عصبا كغاشية الجراد المشعل
لما ونى ابن عقاب واستلحقته ... طرف الأغرّ له ولم يستوهل
_________
(١) ورد الخبر في الأنساب ص ١١١ وفيه إشارة إلى أن بكيرا لم يستشهد في القادسية كما يوحي الخبر، بل استشهد فيما بعد في أذربيجان، وكان معه الشمّاخ الذي رثاه بقصيدة، منها البيتان المذكوران بعد. ومثل ذلك عند ابن الأعرابي ص ٥٣ ويذكر الفيروز أبادي أن الفرس ردّت على صاحبها «فقالت: وثب وسورة البقرة».
(٢) شاعر من غطفان أدرك الجاهلية والإسلام (ت ٢٢ هـ) ترجمته في: الشعر والشعراء ١/ ٣١٥ والأغاني ٩/ ١٥٨ والإصابة (تر ٣٩١٨) ٢/ ١٥١ والخزانة ١/ ٥٢٦.
(٣) البيتان للشماخ في ديوانه ق ٣٩/ ٧ - ٨ ص ٤٥٦ من قصيدة قالها يرثي بكير بن شداد الليثي الكناني وقتل يومئذ في فتح أذربيجان. وجاء في صدر الأول (لقد غادرت خيل. .) وفي الثاني (فتى كان يروي. . من العلق الآني. .) ورويا للشماخ في أنساب الخيل ص ١١٢ - ١١٣ وأولهما للشاعر في جمهرة الأنساب ١٨١ واللسان (طلل) ١١/ ٤٠٨ وأولهما عند ابن الكلبي:
لقد غاب من خيل بموقان أجمحت ... بكير بن عبد الله فارس أطلال
واسمه في جمهرة الأنساب «بكير بن شداد بن عامر بن الملوح. .» وموقان ولاية بأذربيجان في معجم البلدان (موقان) ٥/ ٢٢٥ حيث وردت أبيات الشماخ.
(٤) ذكره ابن الكلبي ص ١٣٠ بلا نسبة. وأورد ابن الأعرابي ثلاثة أفراس باسم الأغرّ: أولها في خيل عمرو بن تميم وسيلي-عند الغندجاني-ذكره، وثانيها لعنترة في خيل غطفان بن سعد ص ٦٩، وثالثها لضبيعة بن الحارث العبسي ص ٧١ وفي القاموس (غرّ) ٢/ ١٠١ عشرة أفراس باسم الأغر منها فرس معاوية بن ثور البكّائي.
1 / 34