Asal Sistem Keluarga, Negara dan Hak Milik Perseorangan
أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية
Genre-genre
أما النجاح الصناعي في هذه المرحلة فأهم مظاهره اثنان، هما: آلات الغزل (النول)، واستخراج المعادن وأهمها القصدير والبرونز والنحاس. وكانت الأدوات والأسلحة تصنع من البرونز ولكنه لم يستطع الحلول محل الأدوات الحجرية كلية، وكان الحديد وحده هو الذي يستطيع ذلك ولكنه لم يكن قد استخرج بعد. وبدأ استعمال الذهب والفضة في الحلي، ولا بد أنهما كانا أعلى قيمة لديهم من البرونز والنحاس.
وقد مكنت الزيادة في كل فروع الإنتاج، في تربية الماشية والزراعة والحرف المنزلية، مكنت هذه الزيادة قوة العمل الإنساني من إنتاج أكثر مما يحتاجه الإنسان، وزادت في الوقت نفسه كمية العمل اللازمة لكل عضو من أعضاء الأسرة أو الوحدة العائلية أو السلالة، وأصبحت إضافة عمل جديد أمرا مرغوبا فيه، وكانت هذه الإضافة ممكنة عن طريق الحروب وتحويل الأسرى إلى عبيد. وفي ظل الظروف التاريخية القائمة، ثم التقسيم الكبير الأول للعمل، وبزيادة القوة الإنتاجية للعمل، أي الثروة، وتوسيع نطاق الإنتاج، كل ذلك حمل معه الرق. ومن التقسيم الاجتماعي الكبير الأول للعمل نشأ التقسيم الكبير الأول للمجتمع إلى طبقتين: سادة وعبيد، مستغلين ومستغلين.
ولا نعلم إلى اليوم كيف ومتى تحولت الملكية الجماعية للقبيلة أو السلالة في القطعان إلى الملكية الفردية لأفراد العائلة، ولكن لا بد أن ذلك قد حدث بصفة رئيسية في هذه المرحلة. فالماشية وموضوعات الثروة الأخرى سببت ثورة في العائلة؛ فكسب العيش كان دائما عمل الرجل ولذلك كان ينتج ويملك وسائل الإنتاج، وكانت الماشية هي الوسيلة الجديدة لكسب العيش، وكان استئناسها وتربيتها في الأصل عمل الرجل؛ وعلى ذلك فقد كان الرجل يملك القطيع والسلع والعبيد التي كانت الماشية تبادل بها. وكان كل الفائض من الإنتاج من نصيب الرجل، وكانت المرأة تشارك الرجل في استهلاك هذه الأشياء دون أن تشاركه في ملكيتها.
لقد كان الصياد والمحارب في عصر الوحشية قانعا بأن يشغل المكان الثاني في بيته ويترك الرئاسة للمرأة. أما الراعي المسالم فقد اعتمد على ثروته للوصول إلى المكان الأول في البيت ودفع بالمرأة إلى المكان الثاني، ولم تستطع المرأة الاعتراض. ونظم تقسيم العمل في المنزل توزيع الملكية بين الرجل والمرأة.
وظل هذا التقسيم دون تغير ومع ذلك فقد قلب العلاقة المنزلية السابقة رأسا على عقب؛ لأن تقسيم العمل خارج العائلة كان قد تغير. فالسبب الذي جعل المرأة فيما سبق سيدة المنزل، وهو كونها مسئولة عن العمل المنزلي، أكد الآن سيادة الرجل، وفقد عمل المرأة المنزلي قيمته بمقارنته بعمل الرجل في سبيل كسب العيش؛ فقد كان كسب العيش هو كل شيء وأصبح عمل المرأة مساهمة تافهة. وهنا نرى أن تحرر النساء ومساواتهن بالرجال تصبح مستحيلة، وتظل كذلك طالما بقيت النساء مبعدة عن العمل الاجتماعي المنتج ومختصة بالعمل المنزلي فقط وهو شيء خاص. ولا يصبح تحرير المرأة ممكنا إلا عندما تتمكن المرأة من المساهمة في الإنتاج على نطاق واسع، وعندما يصبح العمل المنزلي شيئا ثانويا بالنسبة لها. وقد أصبح هذا ممكنا نتيجة الصناعة الحديثة الواسعة النطاق التي أصبحت مساهمة المرأة فيها ضرورية، وزيادة على ذلك فقد جعلت المرأة تكافح من أجل تحويل العمل المنزلي الخاص إلى وظيفة عامة.
وقد حطم حصول الرجل على السلطة في المنزل العائق الأخير أمام استبداده، وتأكد هذا الاستبداد واستمر بالقضاء على الانتساب للأم وتطبيق الانتساب للأب والتحول التدريجي من العائلة المكونة من فردين إلى الزواج الحديث، وقد كان ذلك ضربة للنظام القبلي؛ فقد أصبحت العائلة الزوجية الحديثة قوة وأصبحت تهديدا للسلالة.
والخطوة الثانية تقودنا إلى المرحلة العليا للبربرية، وهي الفترة التي مرت خلالها كل الشعوب المتمدنة أثناء عصورها البطولية؛ فهي فترة السيف الحديدي والمحراث والفأس الحديديين.
وأصبح الحديد خادم الإنسان، وكان الحديد آخر وأهم كل المواد الخام التي لعبت دورا ثوريا في التاريخ، وهو آخر هذه المواد ظهورا؛ فقد جعل الحديد زراعة الحقول ممكنة على نطاق واسع، كما مكن من قطع أشجار الغابات الممتدة وتهيئتها للزراعة، وقدم الحديد للحرفيين آلة من القوة والحدة لدرجة لا ينافسها أي حجر أو معدن آخر. وقد تم كل هذا تدريجيا؛ فأول حديد أنتج كان غالبا أقل صلابة من البرونز، واختفت الأسلحة الحجرية تدريجيا، وكانت الفئوس الحجرية لا تزال تستعمل في القتال، كما جاء بأغنية هيلدبراند، وكما حدث في معركة هاستنجر سنة 1066، وكان التقدم لا يمكن مقاومته. وفي المدن كانت تبنى المنازل من الحجارة أو الطوب داخل حوائط المدن الحجرية ذات الأبراج والشرفات، وأصبحت مثل هذه المدن المقر المركزي للقبيلة أو اتحاد القبائل، وكانت سببا في تقدم فن البناء، كما كانت دليلا على الخطر المتزايد والحاجة للحماية. وازدادت الثروة سريعا ولكنها كانت مملوكة للأفراد، كما ازداد التخصص في صناعة المعادن والحرف الأخرى وتطور الفن الصناعي. وكانت الزراعة تمدهم بالحبوب والخضروات والفواكه، كما كانوا يصنعون الزيت والنبيذ. ومثل هذا النشاط المتعدد لم يكن ممكنا أن يقوم به فرد واحد، وهنا تم التقسيم الثاني الكبير للعمل؛ فقد انفصلت الحرف عن الزراعة. رفعت الزيادة المستمرة في الإنتاج والنشاط المتزايد في العمل، رفعا من قيمة العمل الإنساني، وأصبح الرق في هذه المرحلة جزءا هاما من النظام الاجتماعي بعد أن كان مبتدئا متفرقا في المرحلة السابقة، وأصبح العبيد يدفعون في جماعات إلى العمل في الحقول والمصانع. وقد ترتب على تقسيم العمل إلى فرعين كبيرين: الزراعة والحرف اليدوية، ترتب على ذلك قيام الإنتاج من أجل التبادل، كما ظهر إنتاج السلع، وجاءت التجارة معهما ولم تقتصر على حدود القبيلة بل انتقلت عبر البحار. وكل ذلك لم يكن قد اكتمل نموه بعد. وكانت المعادن الثمينة تفضل في استعمالها كسلعة نقدية عالمية؛ إذ لم يكن سك النقود من المعادن الثمينة قد عرف بعد، وكانت هذه المعادن تقدر عند المبادلة بوزنها فقط. وأضيف التفريق بين الغني والفقير إلى التفريق بين الحر والعبد، ومع التقسيم الجديد للعمل جاء التقسيم الجديد للمجتمع إلى طبقات.
وقد كان الاختلاف في الثروة بين العائلات المختلفة سببا في تحطيم مجتمعات الوحدات العائلية المشاعية القديمة في كل مكان كانت هذه المجتمعات لا تزال قائمة فيه، وهكذا وضع حد للزراعة الجماعية للأرض لحساب المجتمع كله. وكانت الأرض المنزرعة تخصص لاستعمال عدة عائلات لمدة محدودة أول الأمر ثم باستمرار بعد ذلك. وتم الانتقال إلى الملكية الخاصة الكاملة بالتدريج وجنبا إلى جنب مع الانتقال من العائلة المكونة من فردين إلى الزواج الحديث، وبدأت العائلة تصبح الوحدة الاقتصادية للمجتمع.
وحتمت الكثافة المستمرة في السكان وجود اتحاد أقوى بينهم في الداخل والخارج، وأصبح اتحاد القبائل المرتبطة برابطة القرابة ضرورة في كل مكان، وبعد ذلك فورا تم امتزاج هذه القبائل ثم امتزاج الأقاليم القبلية المتفرقة في إقليم واحد يكون قطرا لشعب معين. وأصبح القائد العسكري للشعب (
Halaman tidak diketahui