الحليفة، وأهل الشام من الجحفة، وأهل نجد من قرن، وأهل اليمن من يلملم هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن"١ الضمير في هن للمواقيت المعينة ويلملم، وكان حق الضمير المجرور باللام أن يكون ضمير المذكورين.
الجواب من وجهين:
أحدهما: أن الأصل هن لهم، وإنما عدل عن ضمير المذكورين إلى ضمير المؤنثات لقصد التناسب كما فعل مثل ذلك في الدعاء المأثور: "اللهم رب [٩ ب] السموات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن"٢ وإنما كان قياسه وما أضلوا.
والثاني: أنه على حذف مضاف أي هن لأهلهن أي هذه المواقيت لأهل هذه البلدان بذلك على ذلك ولمن أتى عليهن من غير أهلهن فصرح بالأهل ثانيا. ونظيره في حذفه المضاف وهو لفظ أهل ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ ٣.
مسألة: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً﴾ ٤.
_________
١ رواه البخاري والنسائي وابن ماجة وغيرهم.
٢ رواه الترمذي.
٣ سورة يوسف الآية ٨٢ وتمامها ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ .
٤ سورة البقرة من الآية ٢٤٠ وتمامها ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ .
1 / 31