Ashrat al-Sa'a - Al-Wabil

Yusuf al-Wabil d. Unknown
75

Ashrat al-Sa'a - Al-Wabil

أشراط الساعة - الوابل

Penerbit

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

فقد كان موت النّبيّ ﷺ من أعظم المصائب الّتي وقعت على المسلمين، فقد أظلمتِ الدُّنيا في عيون الصّحابة ﵃ عندما مات ﵊. قال أنس بن مالك ﵁: "لما كان اليوم الّذي دخل فيه رسول الله ﷺ المدينة؛ أضاء منها كلّ شيء، فلما كان اليوم الّذي مات فيه؛ أظلمَ منها كلّ شيء، وما نفضنا عن رسول الله ﷺ الأيدي - وإنا لَفي دَفْنِه - حتّى أنكرنا قلوبَنا" (^١). قال ابن حجر: "يريد أنّهم وجدوها تغيَّرت عمّا عهدوه في حياته من الألفة، والصفاء، والرقة؛ لفقدان مَا كان يمدُّهم به من التعليم والتأديب" (^٢). فبموته ﷺ انقطع الوحي من السَّماء؛ كما في جواب أم أيمن لأبي بكر وعمر ﵃ عندما زاراها بعد موت النّبيّ ﷺ، فلم"نتهيا إليها؛ بكت، فقالا لها: "ما يُبكيكِ؟ ما عند الله خير لرسوله. فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أنَّ ما عند الله خيرٌ لرسوله ﷺ، ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السَّماء. فهيَّجَتْهُما على البكاء، فجعلا يبكيان

(^١) "جامع التّرمذيّ"، أبواب المناقب، (١٠/ ٨٧ - ٨٨ - مع تحفة الأحوذي)، وقال التّرمذيّ: "هذا حديث صحيح غريب". وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح". انظر: "شرح السنة" للبغوي، (١٤/ ٥٠)، تحقيق شعيب الأرناؤوط. قال ابن حجر: "قال أبو سعيد فيما أخرجه البزار بسند جيد: ما نفضنا أيدينا من دفنه حتّى أنكرنا قلوبنا". "الفتح" (٨/ ١٤٩). (^٢) "فتح الباري" (٨/ ١٤٩).

1 / 83