الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون السّاعة كاحتراق السَّعَفة" (^١).
وللعلّماء أقوالٌ في المراد بتقارب الزّمان؛ منها:
١ - أن المراد بذلك قلة البركة في الزّمان (^٢).
قال ابن حجر: "قد وُجِدَ في زماننا هذا، فإننا نجد من سرعة مرِّ الأيَّام ما لم نكن نجده في العصر الّذي قبل عصرِنا هذا" (^٣).
٢ - أن المراد بذلك هو ما يكون في زمان المهدي وعيسى ﵇؛ من استلذاذ النَّاس للعيش، وتوفُّر الأمن، وغلبة العدل، وذلك أن الناسَ يستقصرون أيّام الرخاء وان طالت، وتطول عليهم مدَّة الشدَّة وإن قَصُرَت (^٤).
(^١) "مسند أحمد" (٢/ ٥٣٧ - ٥٣٨ - بهامشه منتخب الكنز"، ورواه التّرمذيّ عن أنس. انظر: "جامع التّرمذيّ"، أبواب الزهد، باب ما جاء في تقارب الزمن وقصر الأمل، (٦/ ٦٢٤ - ٦٢٥ - مع تحفة الأحوذي).
قال ابن كثير: "إسناده على شرط مسلم". "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٨١)، تحقيق د. طه زيني.
قال الهيثمي: "رجاله رجال الصّحيح". "مجمع الزوائد" (٧/ ٢٣١).
وقال الألباني: "صحيح". انظر: "صحيح الجامع الصغير" (٦/ ١٧٥) (ح ٧٢٩٩).
(^٢) انظر: "معالم السنن" (٦/ ١٤١ - ١٤٢ - بهامش مختصر سنن أبي داود للمنذري)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (١٠/ ٤٠٩)، و"فتح الباري" (١٣/ ١٦).
(^٣) "فتح الباري" (١٣/ ١٦).
(^٤) انظر"فتح الباري" (١٣/ ١٦).