342

Ashraf Wasail

أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل

Editor

أحمد بن فريد المزيدي

Penerbit

دار الكتب العلمية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

٢٣٧ - حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا جعفر بن سليمان، حدثنا ثابت، عن أنس:
أنّ النّبىّ ﷺ دخل مكة فى عمرة القضاء وابن رواحة يمشى بين يديه وهو يقول:
خلّوا بنى الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام من مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
فقال له عمر: يا ابن رواحة، بين يدى رسول الله ﷺ وفى حرم الله تقول شعرا؟
فقال النبى ﷺ: «خلّ عنه يا عمر، فلهى أسرع فيهم من نضح النّبل».
ــ
٢٣٧ - (القضاء) المراد به القضية أى المقاضات والمصالحة، لا القضاء الشرعى، لأن عمرتهم التى تحللوا فيها بالحديبية لم يلزمهم قضاؤها، كما هو شأن المحصر عندنا.
(خلوا) أى دوموا على التخلية، لأنهم يومئذ تركوا مكة للنبى ﷺ وأصحابه.
(نضربكم) بسكون الباء لضرورة النظم. (تنزيله) أى القرآن، وإن لم يتقدم له ذكر، لأنه ذكر ما يفهمه نحو توارت بالحجاب أو النبى ﷺ أى إرسال الله إليكم، فهو كالأمر النازل من السماء أى على عدم الإيمان بذلك. (الهام) جمع هامة، وهى الرأس.
(مقيله) هو مكان القيلولة، وهو محل راحة الإنسان، وكأنه شبه به العنق بجامع محل الرأس، وبقاءه، ويزيل الرأس عن العنق، وأراد بالمقيل: النوم لما علمت أنه محل الاستراحة، وهى موجودة فى النوم أى يمنع الرأس عن النوم، والاستراحة به لشدة ما يقاسيه من ألم الضرب، وفوات المراد، وروى هذا عبد الرزاق أيضا من وجهين، لكنه أبدل عجز الأول بقوله: «قد أنزل الرحمن فى تنزيله»، وزاد فى آخره «بأن خير القتل فى سبيله. نحن قتلناكم على تأويله. كما قتلناكم على تنزيله»، وأخرج الطبرانى والبيهقى بلفظ المصنف لكنه ابتدأ بعجز الأول، وجعل عجز الثانى «يا رب إنى مؤمن بقيله»، وزاد ابن إسحاق على هذا: «إنى رأيت الحق فى قبوله». (ويذهل الخليل عن

٢٣٧ - إسناده صحيح: رواه الترمذى فى الأدب (٢٨٤٧) بسنده ومتنه سواء، ورواه النسائى فى الحج (٥/ ٢٠٣)، وفى الكبرى (٣٨٥٦)، من طريق عبد الرزاق به فذكره نحوه.

1 / 347