Khutbah-Khutbah Terkenal dan Para Penceramah Terkenal
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Genre-genre
وإني أؤكد دون تردد أنه لا يوجد في بلادكم العظيمة هذه رجل واحد قد خطر برأسه أن يضع مقعد أطماعه على أطلال حرية بلاده، وهو لو أتيح له تحقيق ذلك لما رغب فيه؛ لأن للمؤسسات التي تنشأ بين ظهراني أمة أثارا تنعكس على أخلاق أفرادها، ومن زرع الريح حصد الزوابع، فالتاريخ يكشف عن مقاصد العناية الإلهية. فالله القادر يدير العالم المادي والعالم الأدبي بنواميس أبدية، وكل ناموس مبدأ وكل مبدأ ناموس، والأفراد كالأمم لهم حق اختيار المبادئ بما لهم من الإرادة الحرة، ولكنهم إذا ما اختاروا لم يعد لهم مفر من نتيجة اختيارهم، فالحرية من لوازم الحكومة الذاتية، والعدالة والوطنية من لوازم الحرية، ومن مبدأ «المركزية» في الحكم يتولد الطمع، والاستبداد من لوازم الطمع، وإن بلادكم لسعيدة لأنها قد أغرمت بالحكومة الذاتية غراما شديدا. وعلى هذا الأساس بنى آباؤكم بيتا للحرية هو أمجد ما رأى العالم، ورقيتم أنتم بهذا البناء حتى صار أعجوبة العالم. إن بلادكم لسعيدة إذ اصطفاها الله لكي يثبت إمكان اتحاد الولايات المستقلة كل منها محتفظ بحقوقه واستقلال حكومته ومع ذلك فهي كلها متحدة في دولة واحدة لكل نجم منها نوره الخاص يتلألأ ومن الجميع تتألف مجموعة تضيء سماء البشر. (12) خطبة لغامبتا
كان غامبتا (1838-1882) أحد مؤسسي الجمهورية الفرنسية الحديثة، وعندما حاصر الألمان باريس في سنة 1871 فر من هذه العاصمة في بلون على أجنحة الريح حتى إذا صار بنجوة من جيوشهم نزل فأهاب بالأمة الفرنسية فالتفت حوله فجعلت الجيوش تعبى تلو الجيوش فلا تصيب من الأعداء سوى الهزيمة فتخلى عنه أنصاره فاستقال هو من الزعامة ورحل إلى إسبانيا، ونازل الجنرال مكماهون فحكم عليه بالحبس والغرامة ولكنه عاد ففاز عليه واستقال الجنرال. وكان رئيسا للوزارة الفرنسية ثم استقال في سنة 1882. وفي سنة 1920 عندما احتفل بمرور خمسين سنة على الجمهورية أخذ قلبه فدفن في البانثيون مثوى أجساد عظماء الفرنسيين. وقد ألقى الخطبة التالية إنهاضا لهمم الفرنسيين بعد الانكسار العظيم الذي نالهم على يد الألمان، قال:
إن طبقة الفلاحين تتأخر جملة قرون عن طبقة المستنيرين والمتعلمين في هذه البلاد، أجل، إن المسافة بعيدة بيننا وبينهم نحن الذين قد حظينا بتعلم العلوم والآداب وإن كان هذا التعلم لا يزال ناقصا، فلقد تعلمنا قراءة تاريخ بلادنا وأن نتكلم لغتنا بينما - وهذا من الفظائع - لا يزال كثير من مواطنينا لا يستطيعون الأداء.
ويح هذا الفلاح قد قيدته أرضه بقيد الإسار يحمل عبئها حمل المقتدر الجسور وليس له عزاء سوى أن يترك لأبنائه أرضه آملا أن يزيدوها فدانا أو بعض فدان، فجميع عواطفه ومخاوفه ومباهجه معقودة بمصير أرضه، وأما عن العالم الخارجي وعن الاجتماع البشري الذي يعيش بين ظهرانيه فلا يدري سوى الأساطير والإشاعات، وهو مع ذلك فريسة الخداع والغش، فهو يطعن على غير دراية منه قلب الثورة التي أغدقت عليه النعم، ويدفع ضرائبه ويسخو بدمه لهذا الاجتماع الذي يخشاه بمقدار ما يحترمه، ولكن إلى هنا تنتهي مهمته فإذا تكلمت معه عن المبادئ تبينت أنه يجهل كل شيء.
فإلى الفلاحين إذن يجب أن نوجه عنايتنا فهم الذين يجب علينا أن نرفعهم ونعلمهم، ولا ينبغي أن تنبز الأحزاب بعضها بعضا بلفظة «الفلاحين» أو «مجلس الفلاحين» ولا ينبغي أن يكون في هذه الألفاظ ما يسوء أحدا، فيا ليت كان لنا مجلس فلاحين في المعنى الحقيقي لهذه الكلمة؛ لأن مثل هذا المجلس لم يكن ليؤلف من جهلة بل من المزارعين الأحرار المستنيرين الذين يستطيعون النيابة عن طبقتهم. وبدلا من أن تكون هذه الكلمة داعية إلى الهزء والسخرية تكون داعية إلى تقدم سواد الأمة وتحضرهم، فمثل هذه القوة الاجتماعية الجديدة يمكن الانتفاع بها في المصلحة العامة، إلا أننا لسوء الحظ لم نصل بعد إلى هذه الدرجة وسنظل محرومين من هذا التقدم ما دامت الديمقراطية الفرنسية لا تعرف أننا بتعمير الأرياف ورد عظمة الفلاحين وقوتهم وعبقريتهم إليهم وفي تربية هؤلاء العمال وتحريرهم إنما نعمل لمصلحة الطبقات العليا ونمس مادة بكرا حاوية لكنوز لا تفنى من النشاط والكفاية. فعلينا أن نتعلم ثم نعلم الفلاح ما عليه من الواجبات للأمة وما له من الحقوق عليها.
وفي ذلك اليوم الذي ندرك فيه أنه ليس علينا من الواجبات ما هو أعظم من هذا، وأنه يجب علينا أن نرجئ جميع الإصلاحات وأن نعرف أنه ليس يلزمنا سوى واجب واحد هو تعليم الأمة ونشر التربية وتشجيع العلوم، في هذا اليوم نكون قد خطونا خطوة واسعة نحو إحياء الأمة، ولكن هذا العمل يجب أن يكون مزدوجا يؤثر في العقل كما يفعل في الجسم. وبعبارة أدق أقول إنه يجب على كل إنسان أن يكون ذكيا مدربا على التفكير والقراءة ، ومع ذلك ذا جسم قادر على العمل والقتال، فإلى جانب كل معلم يجب أن يقف الجندي ومدرس الرياضة وذلك حتى يكون أولادنا وجنودنا وسائر مواطنينا قادرين على أن يحملوا السيف والبندقية وأن يسيروا على أقدامهم المسافات البعيدة وأن يناموا تحت قبة السماء وأن يتحملوا ببسالة جميع المشقات التي تعرض للوطنيين، فعلينا أن نرقي هاتين التربيتين. وتذكروا أنكم إن لم تفعلوا ذلك فنجاحكم في الآداب لن يجعل منكم سورا وطنيا يحمي البلاد من الأعداء.
واذكروا أيها السادة أنه إذا كان الألمان قد تفوقوا علينا، وإذا كنتم قد اضطررتم إلى مكابدة الآلام في رؤية بلادكم - بلاد كليبر وهوش - تفقد أعظم ولاياتها التي يتجسم فيها الروح الحربي والتجاري والصناعي والديمقراطي؛ فليس ذلك إلا لنقص في آداب الأمة وصحة أجسامها. والآن تقضي مصالح بلادنا بأن نلزم الصمت فلا ننطق بكلمة هوجاء وأن نكظم غيظنا في صدورنا وأن نقوم بذلك الواجب العظيم؛ ألا وهو إحياء الأمة فنرصد له ما يلزمه من الوقت حتى يصير عملا ثابتا يدوم مع الأيام، فإذا كان هذا العمل يقتضي عشرة أعوام أو عشرين عاما لإنجازه فيجب ألا نضن عليه بهذا الوقت، ولكن علينا أن نشرع من الآن حتى نرى في كل عام تقدم الجيل الجديد في القوة والذكاء وحب العلوم وحب الوطن بحيث تحمل قلوب الشباب عاطفة مزدوجة، ألا وهي أنه لا يخدم البلاد تمام الخدمة وينصح لها الولاء إلا من يخدمها بعقله وذراعه.
لقد تعلمنا نحن تعليما غير مهذب فعلينا أن نعالج أنفسنا من ذلك الغرور الذي جلب علينا البلايا العديدة، وعلينا أن نتحقق المسئولية، فإذا عرفنا العلاج بذلنا كل شيء للوصول إلى الغاية، وهي إحياء فرنسا، ففي سبيل هذه الغاية يجب ألا نبخل بشيء مهما عظمت قيمته وألا نسأل عن شيء آخر قبل تحقيقها، فأولى حاجاتنا في هذا السبيل هي التربية؛ تربية كاملة من القاعدة إلى القمة بمقدار ما يستطيعه الذكاء الإنساني. ومن الطبيعي أن نعترف بحقوق الجدارة فيجب إيقاظ الكفايات وتزكيتها، ويجب اصطفاء القضاة الأشراف النزيهين وأن تكون أحكامهم عمومية تثبت للجمهور أنه ليس ثم من مفتاح يفتح أبواب الحق سوى الجدارة، وعليكم أن تنبذوا أولئك الذين يضعون الأقوال مكان الأعمال وأولئك الذين يضعون المحاباة مكان الجدارة وأولئك الذين يحملون السيف لا لحماية فرنسا وإنما ابتغاء خدمة أحد الأشخاص يطوح بهم في سبيل أهوائه ويشركهم في جرائمه، هؤلاء هم دعاة السوء وفاعلو الشر الذين يجب عليكم أن تنبذوهم. (13) خطبة للنكولن
كان إبراهام لنكولن (1809-1865) زعيما لحزب تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأميركية ثم رئيسا لهذه الجمهورية الكبرى. وربما لم تقع في العالم حرب أشرف من هذه الحرب، فقد انشطرت الأمة شطرين: أحدهما المؤلف من أهل الشمال يقودهم لنكولن يرغب في محو العبودية ورفع الزنوج إلى مرتبة الأحرار، ولم تكن لهم مصلحة مالية في ذلك ولم يكن لهم مأرب خاص وإنما غايتهم تحرير الإنسان، وكان الشطر الثاني مؤلفا من أهل الجنوب وكانوا يستوردون العبيد من أفريقيا ويستغلونهم في مزارعهم فيسخرونهم لأعمالهم يشتغلون نهارهم بلا أجر لا يأخذون من أسيادهم سوى كفافهم من الطعام، واشتعلت الحرب وانهزم أهل الجنوب وفتح بذلك للإنسان فتح جديد في المبادئ الأدبية العليا. وقد ألقى لنكولن الكلمات الآتية في خطبة افتتاح عهد الرياسة الثانية، قال:
أبناء وطني، في وقوفي الآن أمامكم للمرة الثانية لكي أقسم يمين عهد الرياسة لا تتيح لي الفرصة أن أسهب في الكلام بمقدار ما فعلت في المرة الأولى، فقد كان من المناسب في ذلك الوقت أن ألقي أمامكم بيانا مفصلا بعض التفصيل عن الخطة التي أزمعنا اتباعها. أما الآن فبعد انصرام أربع سنوات تليت فيها تصريحات عمومية عن أماكن النزاع ووجوهه - هذا النزاع الذي لا يزال يستغرق جهود الأمة وهمها - فليس لدي من القول مما جد سوى القليل، فإن تقدم جيوشنا الذي يتوقف عليه كل شيء آخر معلوم لديكم كما هو معلوم لدي، وإني أعتقد أنه تقدم يجب أن نقنع به ونتشجع منه. ولست أجرؤ على التنبؤ ولكن رجائي في المستقبل عظيم، وقد كانت أفكارنا في مثل هذا الموقف منذ أربع سنوات تتجه نحو حرب أهلية وشيكة الوقوع، وكنا كلنا نخشى هذه الحرب، وكنا كلنا نبحث عن السبيل إلى تجنبها. وبينما كانت الخطبة الافتتاحية تلقى من هذا المكان وكانت كلها تدعو إلى الاتحاد وتجنب الحرب كانت العوامل الثائرة تعمل في المدينة لتمزيق هذا الاتحاد بدون الحرب وقسمة الغنائم بالمفاوضات، وكان كلا الحزبين يكره الحرب ولكن كان أحدهما يؤثر الحرب على تمزيق وحدة الأمة، فكانت الحرب.
Halaman tidak diketahui