أخبرني القاسم بن داود الكاتب، قال: حدثنا بن أبي الدنيا قال: حدنثي أبو محمد الربعي: أن امرأة من حي تغلب قتل أبوها في بعض حروبهم فقالت ترثيه:
ختلته المنون بعد اختيالِ ... بين صفّين من قنىً ونصالِ
في رداء من الصفيحِ صقيلٍ ... وقميصٍ من الحديدِ مذال
كنت أخباك لاعتداء يد الدهرِ ... ولم تخْطرِ المنون ببالي
كلُّ حيٍ وإن تصنعت الدنيا له ميّت على كلّ حالِ
وروى محمد بن خلف بن المزربان هذه الأبيات لأم جندلة التغليبة ترثي أخاها.
أخبرنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو الحاتم عن أبي عبيدة، قال: كان الحمارس التغلبي غيورًا، وكان لا يزوج بناته، فقعد يومًا بفناء بيته يبري وتدًا، وكان رجل أدم طوالًا، فنظرت إحدى بناته إليه فقالت:
(...) يبدُّ الأسكتين بدّا ... مثل ذراع الشيخ يبري وَدا
لا بدَّ أن يجرحَ أو يكدّا فقال: اسكتي فض الله فاك، فقالت الثانية:
يا منْ يدل عزَبًا على عزَبْ ... ممكورة الساقين خثماء الرَكب
تبادِر الزهرَ إذا (...) وَقب ... دقدقة البرذون في أخرى الجلبْ
فلم يمس حتى زوجهما.
1 / 98