وقال التيس: وأنا أطينه.
وقال الضبع: أنا أنجر أبوابه وشبابيكه.
وقال الأرنب: وأنا أحرسه وأرد عنه هجمات الأعداء.
وقال الظربان: وأنا أعد له البخور.
فكشر الأسد ضاحكا وقال: ومن يحرسه حتى يتم بناؤه؟
فعوى الثعلب: أنا يا مولاي.
فانتفخ الأسد من الغيظ حتى كاد ينشق، وصرخ بهم: تخيبوا يا حمير! ما أتعس أمة حمارها مهندس، وسلحفاتها حمال، وجملها عمار، وثعلبها ناطور!
جلسة ثانية
انفض مجمع «آب» وكر أبناء العم إلى منازلهم يعبرون بآذانهم المسترخية وشفاههم المتدلدلة عن خيبتهم، أما الزعماء فلم يقنطوا، وهبوا لعقد مؤتمر آخر دعوا إليه الإخوان تلفونيا، فجاؤوا من كل فج عميق، وكان الحديث.
قال الأسد: عدلنا أيها الإخوان عن بنيان الهيكل، فما ابتلى الناس ربهم إلا يوم كلم موسى وعلمه طرق العبادة وأساليبها، قد أخرجه في «سفر الخروج» من بين أمم الأرض، ولواه في سفر «اللاويين» عن العالم أجمع، وعده في سفر «العدد» ربا أرضيا لجميع المخلوقات، ثم أبرم في سفر «التثنية» ما سن لبني إسرائيل واشترع.
Halaman tidak diketahui