Sebab-sebab Kegembiraan dalam Kisah-kisah Arab
أسباب الطرب في نوادر العرب
Genre-genre
فلما كان من الغد فكرت في حيلة أخرى، ووقع لي أن شددت المقرعة التي معي بعلاقتها في حمائل السيف، ودليت المقرعة إلى داخل البئر، وقد أمسكت بإحدى يدي فحصل جفن السيف فوق الجب معترضا لرأسه وهي مدلاة إلي، ثم سللت السيف. ولم أزل أقلع من أرض البئر ما يمكن نحته وقلعه من تراب قليل، ثم غيبت ذلك الرضراض، وتعلقت على السيف المعترض، وظفرت وصار السيف معترضا في جفنه تحت صدري، وظهرت يداي فوق البئر فحصل جوانبها تحت إبطي، واستللت نفسي، فإذا أنا قد خرجت منها، بعد أن اعوج السيف وكاد يندق ويدخل في بطني لثقلي عليه، فوقعت خارج البئر مغشيا علي من هول ما نالني، ووجدت أسناني قد اصطكت، وقوتي قد بطلت عن المشي، فما زلت أحبو، وأطلب المحجة، حتى وقفت عليها، ورآني قوم مجتازون فأخذوا بيدي وقوي قلبي، فمشيت حتى دخلت سنجار آخر النهار وقد بلغت روحي إلى حد التلف، فدخلت مسجدا فطرحت نفسي فيه وأنا لا أشك في الموت. وحضرت صلاة المغرب، واجتمع أهل المسجد فيه، وسألوني عن خبري، فلم يكن في مقدرة على الكلام، فحملوني إلى بيت أحدهم، ولم يزالوا يصبون على حلقي الماء ثم المرق والثريد إلى أن فتحت عيني بعد العتمة، فتكلمت وبت ليلتي بحال عظيم من الألم.
فلما كان من الغد، دخلت الحمام، وأقمت عندهم أياما حتى برئت، وأخرجت نفقة كانت في وسطي، فاستأجرت منها مركوبا، ولحقت بأصحابي. وسلم الله - عز وجل.
إبراهيم الخواص والفيل (2 : 73-74)
عن إبراهيم الخواص، قال: ركبت البحر مع جماعة من الصوفية، فكسر المركب بنا، فنجا منا قوم على خشب من خشب المركب، فوقعنا إلى مكان لا ندري أي مكان هو، فأقمنا فيه أياما لا نجد ما نقتاته، فأحسسنا بالموت، فقال بعضنا لبعض: تعالوا، حتى نجعل الله على أنفسنا أن ندع له شيئا، فلعله يرحمنا فيخلصنا من هذه الشدة. فقال بعضنا: لا أفطر الدهر. وقال بعضنا: أصلي كل يوم كذا وكذا ركعة. وقال بعضنا: أدع اللذات. إلى أن قال كل منا شيئا، وأنا ساكت، فقالوا لي: قل شيئا. فلم يجئ على لساني إلا أن قلت: لا آكل لحم فيل أبدا. فقالوا: الهزل في مثل هذا الحال! فقلت: والله ما تعمدت الهزل، ولكني منذ بدأتم وأنا أعرض على نفسي شيئا أدعه لله - عز وجل - فلا تطاوعني، ولا يخطر على قلبي غير الذي لفظت به، وما أجري هذا على لساني ولا ألهمه قلبي إلا لأمر.
فلما كان بعد ساعة قال بعضنا: لم لا نطوف في هذه الأرض متفرقين فنطلب قوتا، فمن وجد شيئا أنذر به الباقين، والموعد هذه الشجرة. قال: فتفرقنا في الطرق، فرجع أحدنا بولد فيل صغير، فلوح بعضنا لبعض فاجتمعنا، فأخذه أصحابنا واحتالوا فيه حتى شووه، وقعدوا يأكلون، وقالوا: تقدم. فقلت: أنت تعلمون أنني منذ ساعة تركته لله - عز وجل - وما كنت لأرجع في شيء تركته له؛ لعله جرى ذلك على لساني لأجل موتي من بينكم؛ لأني ما أكلت شيئا منذ أيام، وما أطمع في شيء آخر، وما يراني الله أنقض عهده ولو مت، واعتزلتهم، وأكل أصحابي، وأقبل الليل، وتفرقنا إلى مواضعنا التي كنا فيها نبيت، وأويت إلى أصل شجرة كنت أبيت عندها، فلم يكن إلا لحظة، فإذا بفيل عظيم قد أقبل وهو ينعر، والصحراء تتدكدك بنعيره وشدة شغبه، وهو يطلبنا، فقال بعضهم: قد حضر الأجل فاستسلموا وتشهدوا. وأخذنا في الاستغفار والتسبيح، وطرح القوم نفوسهم على وجوههم، فجعل الفيل يقصد واحدا واحدا فيشمه من أول جسده إلى آخره، فإذا لم يبق فيه موضع إلا شمه شال إحدى قوائمه فوضعها عليه وفسخه، فإذا علم أنه قد أتلفه قصد آخر ففعل به مثل فعله في الأول، إلى أن لم يبق غيري، وأنا جالس منتصب أشاهد ما جرى، وأستغفر الله وأسبحه.
فقصدني الفيل، فحين قرب مني رميت نفسي على ظهري، ففعل بي من الشم كما فعل بأصحابي، ثم أعاد شمي مرتين أو ثلاثا، ولم يكن فعل بأحد منهم ذلك، وروحي في خلال ذلك تكاد تخرج فزعا، ثم لف خرطومه علي فشالني في الهواء، فظننته يريد قتلي بقتلة أخرى، فجهرت بالاستغفار، فما نحى خرطومه حتى جعلني فوق ظهره، فانتصبت جالسا واجتهدت في حفظ نفسي بموضعي. وانطلق الفيل يهرول تارة، ويسعى أخرى، وأنا تارة أحمد الله - عز وجل - على تأخير الفيل وأطمع في الحياة، وتارة أتوقع أن يثور بي فيقتلني فأعاود الاستغفار، وأنا أقاسي في ذلك وأتجرع من الألم الشديد لسرعة سير الفيل أمرا عظيما، فلم أزل على ذلك إلى أن طلع الفجر واشتد ضوؤه، فإذا به قد لف خرطومه علي، فقلت: قد حضر الأجل. فاستكثرت من الاستغفار، فإذا به قد أنزلني من ظهره وتركني على الأرض، ورجع إلى الطريق التي جاء منها وأنا لا أصدق، فلما غاب عن عيني ولم أسمع له حسا خررت ساجدا لله - سبحانه - فما رفعت رأسي حتى أحسست بالشمس، فإذا أنا على ظهر محجة عظيمة، فمشيت عليها نحوا من فرسخين، فانتهيت إلى بلد كبير، فدخلته فعجب أهله مني وسألوني عن حالي، فأخبرتهم بالقصة، فزعموا أن الفيل سار في هذه الليلة مسيرة أيام واستظرفوا سلامتي، وأقمت عندهم حتى صلحت من تلك الشدائد التي قاسيتها، وتندى بدني، ثم سرت مع التجار إلى بلد على شاطئ البحر، فركبته ورزقني الله السلامة إلى أن عدت إلى بلدي.
الأصمعي وتقربه من الخلفاء (2 : 19-20)
وجدت في بعض الكتب عن الأصمعي قال: كنت بالبصرة أطلب العلم وأنا مقل، وكان على بابنا بقال إذا خرجت بكرة يقول لي: إلى أين؟ فأقول: إلى فلان المحدث. وإذا عدت المساء يقول لي: من أين؟ فأقول: من عند فلان الإخباري واللغوي. فيقول: «يا هذا، اقبل وصيتي؛ أنت شاب، فلا تضيع نفسك، واطلب معاشا يعود عليك نفعه، وأعطني جميع ما عندك من الكتب واطرحها في هذا الدن، وأصب عليها من الماء للعشرة أربعة وانبذه وانظر ما يكون منه، والله لو طلبت مني بجميع ما لديك من الكتب جوزة ما أعطيتك.» فيضيق صدري بمداومة الكلام، حتى كنت أخرج من بيتي ليلا وأدخله ليلا، وحالي في خلال ذلك يزداد ضيقا حتى أفضيت إلى بيع آجر أساسات داري، وبقيت لا أهتدي إلى نفقة يوم، وطال شعري وأخلق ثوبي واتسخ بدني، وأنا كذلك متحير في أمري، إذ جاءني خادم للأمير محمد بن سليمان، قال: أجب الأمير. فقلت: ما يصنع الأمير برجل قد بلغ الفقر إلى ما ترى؟!
فلما رأى سوء حالي وقبيح منظري رجع فأخبر الأمير بخبري، وعاد إلي ومعه تخوت ثياب ودرج فيه بخور وكيس فيه دنانير، وقال: قد أمرني الأمير أن أدخلك الحمام، وألبسك من هذه الثياب، وأدع باقيها عليك، وأطعمك من هذا الطعام، (وإذا بخوان كبير فيه صنوف الأطعمة)، وأبخرك؛ لترجع إليك روحك ثم أطلعك عليه، فسررت بذلك سرورا شديدا، ودعوت له، فقمت وعملت ما قال. ومضيت معه حتى دخلت على محمد بن سليمان، فسلمت عليه، فقربني ورفعني، ثم قال: يا عبد الملك، قد اخترتك لتأديب ولدي أمير المؤمنين، فاعمل على الخروج إلى بابه، وانظر كيف يكون، فشكرته ودعوت له، وقلت: سمعا وطاعة، سأخرج شيئا من كتبي وأتوجه. فقال: ودعني وكن على الطريق. فقبلت يده، وأخذت جميع ما احتجت إليه من كتبي، وجعلت باقيها في بيت، وسددت بابه، وأقعدت على الدار عجوزا من أهلنا تحفظها ، وباكرني رسول محمد بن سليمان، وأخذني إلى زلال (؟) قد اتخذ لي، وفيه ما أحتاج إليه، وجلس معي ينفق علي حتى وصلت إلى بغداد، ودخلت على أمير المؤمنين فسلمت عليه فرد علي السلام، وقال: أنت عبد الملك بن قريب الأصمعي؟ قلت: نعم، أنا عبد أمير المؤمنين ابن قريب الأصمعي. قال: اعلم أن ولد الرجل مهجة قلبه وثمرة فؤاده، وهو ذا أسلم إليك ابني محمدا بأمانة الله، فلا تعلمه ما يفسد عليه دينه؛ فلعل أن يكون للمسلمين إماما. قلت: السمع والطاعة.
وأخرجه إلي، وتحولت معه إلى دار قد أخليت لنا لتأديبه فيها، وبها من أصناف الخدم والفرش ما يسر، وأجرى علي في كل شهر عشرة آلاف درهم، وأمر بأن يخرج إلي في كل يوم مائدة، فلزمته وكنت مع ذلك أقضي حوائج الناس، وآخذ عليها الرغائب، وأنفذ جميع ما يجتمع أولا فأولا إلى البصرة، فأبني داري وأشتري ضياعا وعقارا، فأقمت معه حتى قرأ القرآن، وتفقه في الدين، وروى الشعر واللغة، وروى أيام الناس وأخبارهم، واستعرضه الرشيد فأعجب به، وقال: يا عبد الملك، أريد أن يصلي بالناس إماما في يوم جمعة، فاختر له خطبة وحفظه إياها. فحفظته عشرا، فخرج وصلى بالناس وأنا معه، فأعجب الرشيد به، وأخذه نثار الدراهم والدنانير من الخاصة والعامة، وأسنيت الجوائز والصلات علي من كل ناحية، فجمعت مالا عظيما، ثم استدعاني الرشيد فقال: يا عبد الملك، قد أحسنت الخدمة فتمن. فقلت: ما عسيت أن أتمنى وقد حزت آمالي! فأمر لي بمال عظيم وكسوة كثيرة، وطيب فاخر وعبيد وإماء، وظهر وفرش وآلة. فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي بالإلمام (؟) إلى البصرة، والكتابة إلى عامله بها أن يخاطب الناس الخاصة والعامة بالسلام علي ثلاثة أيام وإكرامي بعد ذلك، فكتب لي عنه بما أردت.
Halaman tidak diketahui